وبعد، فان التناقض الذى يفرضه الشيخ ابن تيميه بين الدعاءين لا وجود له من قريب او بعيد. واكثر ما يقال: ان كلامنهما قد دعا بدعاء غير دعاء صاحبه، وليس في هذا نكير ولا تناقض.
ولكنه لاجل ان ينتصر لفتواه في منع التوسل والاستشفاع بالنبى (ص) افترض تناقضا بين القولين، ثم صاغ قاعده تجعل قول عثمان بن حنيف هنا وحده ليس بحجه، ثم زعم ان هذه القاعده محل اتفاق اهل العلم. في حين ليس في البين تناقض، ولم يقل احد ممن يعتمدهم ابن تيميه بتلك القاعده، ولا قال بها هو الا لهذا الغرض!.
ذلك اذا قراناه بعقول تحررت من اسر العصبيه للاشخاص والاراء..
حصاد التجربه :
هل نجح في قهر العصبيه للمذهب الواحد؟.
هل خلق من اتباعه جيلا متساميا فوق تلك العصبيه، بغيته الحق والصواب الموافق للكتاب والسنه وان خالف فتوى ابن تيميه نفسه؟ ان شيئا من ذلك لم يحصل، فاتباعه كانوا يرددون في حياته: (نحن ما نتبع الا اقوال الامام احمد، وشيخنا تقى الدين ابن تيميه).
فالنتيجه اذن ان اضيف الى محاور التعصب محورا جديدا تمثل في شخص ابن تيميه وفتواه!.
ولهذا المحور الخامس نزعته الثابته منذ نشاته وحتى يومنا هذا، ففى حين يحكم على اتباع المذاهب الاخرى بالضلال لتعصبهم المذهبى، تجد لهذا التعصب ازيزا في دماغه ودمه لا يهدا!.
ثم نشات عند هذا الفريق الدعوه الى اللامذهبيه وترسخت كعقيده جديده تولى اصحابها شرحها في كتب عديده اصدروها، منها كتاب يحمل عنوان (المذهبيه اخطر بدعه)! غافلين عن انهم قد اسسوا بدعوتهم هذه مذهبا جديدا، بل فتحوا الطريق لمذاهب لا ينتهى عدها حين منحوا حق الاجتهاد في الدين حتى لمن لا يحسن ان يتوضا، فما دام قد قرا حديثا فله ان يستنبط منه ما يوديه اليه اجتهاده!.
فكم هو جميل ان نعى قوله تعالى: ( اتامرون الناس بالبر وتنسون انفسكم وانتم تتلون الكتب افلا تعقلون ).
الفصل الثانى- الصفات والتفسير
الصفات منهجه في التفسير الصفات
مخ ۵۹