كان ذلك في مساله التوسل بالنبى (ص) بعد وفاته، التى انكرها ابن تيميه وعدها من البدع الموديه الى الشرك ، ولكن صدمه ما ورد عن الصحابى عثمان بن حنيف (رضى الله) من انه كان يعلم الناس ذلك بعد وفاه النبى، فيعملون به وينتفعون منه ما شاء الله لهم ان ينتفعوا، من ذلك ما رواه البيهقى وغيره، ونقله عنهم الشيخ ابن تيميه: ان عثمان بن حنيف راى رجلا قد تعسرت عليه حاجته عند عثمان بن عفان (رضى الله) ايام خلافته، فقال له: ائت الميضاه، فتوضا، ثم ائت المسجد فصل ركعتين، ثم قل: (اللهم انى اسالك واتوجه اليك بنبينا محمد نبى الرحمه، يا محمد يارسول الله، انى اتوجه بك الى ربى ليقضى لى حاجتى) ثم اذكر حاجتك. فصنع الرجل ذلك، فقضيت حاجته من يومها على احسن وجه!.
قال ابن تيميه: اذا ثبت عن عثمان بن حنيف او غيره انه جعل من المشروع المستحب ان يتوسل بالنبى ( بعد موته، فقد علمنا ان عمر واكابر الصحابه لم يروا هذا مشروعا بعد مماته، كما كان يشرع في حياته، بل كانوا في الاستسقاء في حياته يتوسلون به، فلما مات لم يتوسلوا به، بل قال عمر في دعائه لما استسقى بالناس: (اللهم انا كنا اذا اجدبنا نتوسل اليك بنبينا فتسقينا، وانا نتوسل اليك بعم نبينا، فاسقنا). وهذا دعاء اقره عليه جميع الصحابه ولم ينكره احد.
عندما يكون الانتصار للمذهب هو الغرض، فلا مانع من الايهام والمغالطات!!.
ففى قوله: (واكابر الصحابه) ايهامان اوقع فيهما القارى:
الاول : ان اكابر الصحابه كلهم او جلهم قد فعلوا ذلك. في حين قاله عمر وحده حين كان هو الخليفه.
الثانى : يوهمك ان عثمان بن حنيف (رضى الله) ليس من اكابر الصحابه!.
وقوله: (هذا دعاء اقره عليه جميع الصحابه ولم ينكره احد) ايهام ايضا، فان احدا لم ينكر على عثمان بن حنيف تعليمه الرجل ذلك الدعاء!.
مخ ۵۸