وفى سنه 708 ه استدعاه السلطان الناصر الى القاهره اثر عودته الى السلطنه، فاكرمه وقدمه واسند اليه التدريس في المدرسه التى كان السلطان قد انشاها هناك.
وفى رحلته هذه كان يصحبه اخوه شرف الدين، وكان على اتصال باصحابه في دمشق يكاتبهم ويكاتبونه، ويبعثون اليه ما يطلبه من الكتب، كما راسل الامير (نائب دمشق) واطلعه على احواله وما جرى معه هناك.
وعاد الى دمشق سنه 712 ه.
وقبل ذلك كان له في دمشق تاريخ آخر: ففى سنه 699 ه كانت له مشاركه في التصدى للغزو التترى الذى هزمت على اثره جيوش المسلمين، واحتل التتار عده مدن شاميه، وانسحب السلطان الى مصر.
وفى العام التالى، وقد قاد السلطان جيوشه من جديد للثار، توجه اليه الشيخ وصحبه في تلك الغزوه مع كثير من كبار العلماء، وكان للشيخ عند السلطان منزله، فخطب الجيش وحثهم على الجهاد، وشبه هزيمتهم السابقه بمعركه احد، وغزوتهم هذه بمعركه الخندق! وزرع في قلوبهم الثقه بالنصر، فلما كان النصر حليفهم، عظمت مكانته عند السلطان، فقوى على خصومه من الصوفيه خاصه، فضعفوا عن مواجهته، في حين كان يشدد عليهم حملاته قولا وعملا.
وفى سنه 704 ه كان السلطان طوع فتواه في محاربه اهل الجبل، فلما عاد الجيش منها منتصرا كتب الى السلطان رساله يهنئه بالنصر، ومما قاله فيها: (من الداعى احمد بن تيميه الى سلطان المسلمين..
اما بعد، فقد صدق الله وعده، ونصر عبده، واعز جنده، وهزم الاحزاب وحده، وانعم الله على السلطان، وعلى المومنين في دولته نعما لم تعهد في القرون الخاليه!.
وجدد الاسلام في ايامه تجديدا بانت فضيلته على الدول الماضيه! وتحقق في ولايته خبر الصادق المصدوق، افضل الاولين والاخرين، الذى اخبر فيه عن تجديد الدين في رووس المئين!!.
مخ ۳۰