وآل الحكم الى مروان بن الحكم وبنيه، فلم يكن احدهم اقل نصبا من سلفه، خلا عمر بن عبدالعزيز الذى اظهر عدلا واجتهد في تصحيح المسار، وحقق الكثير، غير ان مده حكمه القصيره، وعوده السياسه الامويه بعده الى نهجها الاول، قد اجهز على تلك الاصلاحات وبدد آثارها.
فعاشت دمشق امويه اكثر من قرن من الزمن، فبين سنتى 20 ه حيث تولى معاويه، و132 ه سنه مقتل مروان الحمار على ايدى العباسيين، تعاقب عليها الخلفاء الامويون الذين يصفهم عماد الدين ابن كثير في ارجوزته في التاريخ، فيقول: وكلهم قد كان ناصبيا الا الامام عمر التقيا فنشا على ايديهم جيل يصفه ابو سلمه الانصارى على لسان صاحب له، قال: كنت بالشام، فجعلت لا اسمع احدا يسمى عليا ولا حسنا ولا حسينا، وانما اسمع: معاويه ويزيد والوليد. فمررت برجل جالس على باب داره، فاستسقيته، فقال: يا حسن! اسقه.
فقلت له: اسميت حسنا؟.
فقال: اى والله، ان لى اولادا اسماوهم: حسن وحسين وجعفر، فان اهل الشام يسمون اولادهم باسماء خلفاء الله، ولا يزال احدنا يلعن ولده ويشتمه، وانما سميت اولادى باسماء اعداء الله، فان لعنت فانما العن اعداء الله!.
ودخل دمشق الحافظ النسائى في سنه 302 ه فوجد اهلها مغالين في بنى اميه، مفرطين في النصب، فاثاره ذلك فكتب كتابا في فضائل امير المومنين على(ع) واذاعه بينهم، فثاروا عليه يطالبونه ان يكتب نظيره في معاويه، فاجابهم بقوله: لا اجد له فضيله الا (لا اشبع الله بطنك)! فضربوه وسحقوه باقدامهم سحقا عنيفا كان سببا في وفاته.
وقع هذا مع الحافظ الكبير النسائى بعد 170 سنه من سقوط الدوله الامويه!.
مخ ۱۲