ورأيه في المعرفة التي يمكن أن تدرك بالتصوف بين في كتاب «الكشف عن مناهج الأدلة» حيث يقول:
أما الصوفية فطرقهم في النظر ليست طرقا نظرية - أعني مركبة من مقدمات وأقيسة - وإنما يزعمون أن المعرفة بالله وبغيره من الموجودات شيء يلقى في النفس عند تجريدها من العوارض الشهوانية وإقبالها بالفكرة على المطلوب، ويحتجون لتصحيح هذا بظواهر من الشرع كثيرة، مثل قوله تعالى:
واتقوا الله ويعلمكم الله
ومثل قوله تعالى:
والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا
ومثل قوله تعالى:
إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا
إلى أشباه لذلك كثيرة يظن أنها عاضدة لهذا المعنى. ونحن نقول: إن هذه الطريقة - وإن سلمنا وجودها - فإنها ليست عامة للناس بما هم ناس، ولو كانت هذه الطريقة هي المقصودة بالناس لبطلت طريقة النظر، ولكان وجودها بالناس عبثا.
والقرآن كله إنما هو دعاء إلى النظر والاعتبار، وتنبيه على طرق النظر.
نعم لسنا ننكر أن تكون إماتة الشهوات شرطا في صحة النظر، مثل ما تكون الصحة شرطا في ذلك، لا أن إماتة الشهوات هي التي تفيد المعرفة بذاتها، وإن كانت شرطا فيها، كما أن الصحة شرط في التعلم وإن كانت ليست مفيدة له.
ناپیژندل شوی مخ