أقول: سامح الله الشيخ محمد ففي هذا النص تكفير صريح لعلماء المسلمين في زمانه!.
ثم إن المسلمين لا يعبدون إلا الله بخلاف هؤلاء المشركين؛ الذين يسجدون للأصنام؛ وإذا لم يكن هذا واضحا؛ فلن نستطيع التفريق بين أمور أخرى أشد التباسا، ومن تلك الأمور الملتبسة اتهام بعض العلماء للشيخ محمد وأصحابه بأنهم خوارج؛ لأنهم عندهم ممن يكفرون المسلمين ويستبيحون دماءهم، أنهم يخرجون من قبل المشرق، وأن سيماهم التحليق و... الخ.
فإذا كانت التسوية بين الخوارج والوهابية ظلما؛ فالتسوية بين كفار قريش والمسلمين أكثر ظلما، وأبعد عن الحق، وإن كان الشيخ معذورا في تفضيل كفار قريش على علماء زمانه؛ فالذي يجعل علماء الدعوة من الخوارج أولى بالعذر؛ لأن الخوارج مع هذا مسلمون على الراجح، ولم يكفرهم الصحابة بينما كفار قريش لا يشك أحد في كفرهم.
الملحوظة الخامسة:
قوله ص9: -في وصف محاسن كفار قريش وغيرهم-: (كانوا يدعون الله سبحانه ليلا ونهارا! ثم منهم من يدعو الملائكة لأجل صلاحهم وقربهم إلى الله ليستغفروا له، أو يدعو رجلا صالحا مثل اللات! أو نبيا مثل عيسى وعرفت أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قاتلهم على هذا الشرك! ودعاهم إلى إخلاص العبادة... فقاتلهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ليكون الدعاء كله لله والنذر كله والذبح كله لله والاستغاثة كلها بالله وجميع العبادات لله...الخ) أه.
مخ ۳۴