نعود ونقول: كان الشيخ يواجه بأن من تقاتلهم وتكفرهم مسلمون يصلون ويصومون ويحجون فكان الرد منه على هذه الشبهة -وهي شبهة قوية- حاضرة في ذهن الشيخ عند تأليفه الكتب أو كتابته الرسائل؛ فبالغ في تأكيده من باب ردة الفعل، كما هو ظاهر في العبارة السابقة، وتكرر عرضه لمحاسن كفار قريش وأصحاب مسيلمة والمنافقين في عهد النبوة والغلاة الذين قيل أن الإمام عليا حرقهم، فتكرر من الشيخ تفضيلهم على المسلمين في عصره من علماء وعامة! حتى يبرهن أنه لم يقاتل إلا أناسا أقل فضلا من كفار قريش والمنافقين وأصحاب مسيلمة! وهذا خطأ بلا شك، مع ما في مقارناته التي يكتبها بين هؤلاء وهؤلاء من أقيسة تهمل فوارق كبيرة، فلذلك تجد استهلاله السابق ينبئ عن قلقله من الشبهة القوية التي كان الخصوم يواجهونه بها.
وكان الأولى أن تكون عبارته كالتالي : ( ..أولهم نوح عليه السلام الذي أرسله الله إلى قومه الذين كانوا يعبدون الأصنام، وعبادة الأصنام هذه كانت بداياتها غلو في الصالحين حتى وصل هذا الغلو -مع طول الأمد- للعبادة المحضة لغير الله، فأنا أدعوكم حتى لا تصلوا لما وصل إليه هؤلاء المغالون؛ فأنا أخشى أن يصل الأمر بكم أو بذريتكم إلى عبادة هؤلاء الصالحين كالبدوي وعبد القادر الجيلاني والشاذلي وغيرهم...).
أقول : لو كانت عبارته هكذا أو نحو هذا لكان أصح وأفضل وأبعد عن الغلو المضاد أو اعتساف الاستدلالات، فتنبه لهذا.
الملحوظة الثانية:
مخ ۲۶