الملحوظة الأولى:
يقول في الاستهلال ص5: (اعلم رحمك الله أن التوحيد هو إفراد الله بالعبادة وهو دين الرسل الذين أرسلهم الله إلى عباده فأولهم نوح عليه السلام، أرسله الله إلى قومه لما غلوا في الصالحين ودا وسواعا ويغوث ويعوق ونسرا...).
أقول: هذا الكلام أوله صحيح لكن آخره فيه نظر؛ فإن الله أرسل نوحا إلى قومه ليدعوهم لعبادة الله وترك الشرك؛ فقد كانوا يعبدون هذه الأصنام؛ وليس فعلهم مجرد (غلو في الصالحين)؛ فهذه اللفظة واسعة وتحتمل غالبا الخطأ والبدعة عند إطلاقها، وقد يصل الغلو إلى الكفر وهو النادر، فتقبيل اليد قد يعتبر من الغلو والتبرك بالصالحين قد يعتبر غلوا ... لكن هذا ونحوه يعد من الأخطاء أو البدع وليست شركا، وإن تجوزنا في إطلاق الشرك على هذه الأفعال فهو شرك أصغر؛ وليس من الشرك الأكبر المخرج من الملة.
والشيخ محمد رحمه الله قال الكلام السابق ليدلل أن دعوته هي امتداد لدعوة الرسل؛ الذين بعثوا أو كأنهم لم يبعثوا إلا إلى قوم يغلون في الصالحين فقط! أو أكبر أخطائهم الغلو في الصالحين! وهذا غير صحيح فقد كانوا يشركون بالله ويعبدون الأصنام وفي هذا كفاية،
مخ ۲۴