وردي على هذه الشبهات أراه واجبا دينيا مع الاحتفاظ بحق الإسلام للجميع وحق خاص للشيخ محمد بن عبد الوهاب باعتباره كان سببا في إيجاد هذا الكيان الكبير، الذي التقى فيه أبناء هذا الوطن من أقصى الشمال لأقصى الجنوب ومن أقصى الشرق لأقصى الغرب، فكان الشيخ سببا -بعد توفيق الله- في القضاء على التشرذم والتنازع مع بث العلم والدعوة للإسلام الخالص النقي من البدع والخرافات، كل هذا شيء نعترف به ونقدره؛ ونحب الشيخ لأجله في الله وندعو له، لكن أن تكون هذه المحاسن مانعة من الملحوظات العلمية عليه فلا؛ لسبب بسيط وهو أنه بشر يخطئ ويصيب.
وعندما يقوم بعض الباحثين بتعقب الشيخ في مسائل أخطأ فيها ليس نهاية الإسلام، ولا يعني القضاء على منجزاتنا العلمية والدعوية بالفشل، وإنما من حيوية دعوة الشيخ وقوتها أنها تنتج من أبنائها من يتعقب بعض أقواله التي اجتهد فيها فأخطأ.
وهذه ميزة العلماء الربانيين أنهم يعطون منهجا، ولا يلزمون أتباعهم باجتهاداتهم، وهذه الدراسة لو يسمح لها بالنشر لكانت من أكبر الأدلة في الرد على مزاعم كثير من المسلمين في العالم الذين يتهموننا بالتعصب للشيخ لا للكتاب والسنة.
وأنا على أمل إن شاء الله أن يجد هذا الكتاب القبول وأن يحسن طلبة العلم الظن، ويقرؤوا الكتاب بإنصاف وينظروا ما فيه من حق فيتبعوه وما فيه من خطأ فيردوه.
مخ ۲۰