وقال في اللغة الأخرى:
تعاورتما ثوب العقوق كلاكما ... أبٌ غير بَر وابْنَم غير واصل
تعاورتما، تعني: تعاونتما. يقال: تعاورَ القوم فلانًا واعتوروه ضربًا، أي: تعاونوا، فكلما كفَّ واحد، ضرب آخر. والتعاور عام في كل شيء.
وقال في لغة [المثنى والجمع]: هذان ابنمان. وفي جمعه: هؤلاء ابنمون.
قال الكُمَيت:
ومنا ضرار وابنَماه وحاجب ... مؤجج نيران المكارم لا المخبي
وقوم من العرب يقفون عند الساكن في الحرف إذا انقطع نفس الرجل منهم، ولا يقف عند المتحرك. ثم يعيدون الذي يقفون عليه في الابتداء إذا كان مدغمًا؛ فيقولون: قام الرجل؛ فإذا انقطع نفس أحدهم عند الألف واللام، قال: قام الّ، ثم يقول بعْدُ: الرجل، فيدغمون اللام في الرجل، فيعيدونها من أجل الإدغام.
فإذا كانت اللام غير مدغمة لم يعيدوها. من ذلك أنهم يقولون: قام الحارث فإذا اضطروا إلى الوقف على الألف واللام قالوا: قام الْ، ثمّ يقولون في الابتداء: حارث، ولا يعيدون الألف واللام؛ لأن اللام ظهرت، فكرهوا إعادتها لظهورها.
أنشد بعض العرب:
قلت لطاهينا المطرِّي في العمل ... عجِّل لنا هذا وألحقنا بِذَلْ
بالشحم إنا قد أجِمنا ذا بجل