(42) وأنواع الإضافة منها ما لا اسم له أصلا، فيبقى المضافان لا اسم لهما من حيث يوجد لهما ذلك النوع من أنواع الإضافة، فيؤخذ اسماها اللذان يدلان على ذاتيهما لا من حيث هما مضافان، فيستعملان عند الإضافة، فلا يتبين معنى الإضافة فيهما. ومنهاما يوجد له اسم إذا أخذ لأحدهما، ولا يكون له اسم إذا أخذ للآخر، فيستعمل اسم ذلك الآخر الدال على ذاته عند الإضافة واسم الأول الدال عليه من حيث له ذلك النوع من أنواع الإضافة. ومنها ما يوجد له اسمان يدل كل واحد منهما على واحد من المضافين من حيث له ذلك النوع من أنواع الإضافة، فيؤخذ لهما عند إضافة كل واحد منهما إلى الآخر اسمه الدال عليه من حيث له ذلك النوع من أنواع الإضافة. فمن هذه ما اسماها متباينان - مثل " الأب " و" الابن " - ومنه ما اسماها مشتقان من شيء ما - مثل " المالك " و" المملوك " - ومنه ما اسم أحدهما مشتق من اسم آخر - مثل " العلم " والمعلوم " - ومنه ما اسماهما جميعا شيء واحد - مثل " الصديق " و" الصديق " و" الشريك " و" الشريك " . وكثير من التي لها اسمانقد يسامح المتكلم فيأخذ أحدهما أو كل واحد منهما بالقياس إلى الآخر ومنسوباإلى الآخر مدلولا عليهما باسميهما الدالين على مجرد ذاتيهما، من غير أن يؤخذ اسميهما الدالين عليهما من حيث لهما نوع الإضافة التي بها صار كل واحد منهما منسوبا إلى الآخر - كقولنا " ثور زيد " ، فإنه لا الثور ولا زيد يدل على نوع الإضافة التي لأجلها نسب الثور إلى زيد. بل إن قلنا " إن الثور المملوك زيد مالكه " كان " المملوك " و" المالك " هما اسماهما من حيث يوجد لهما ذلك النوع من الإضافة. و" زيد " هو اسمه الدال على ذات المضاف إليه، فلا يدل عليه من حيث له هذا النوع من الإضافة. ولو قلنا " فلان عبد لزيد مولاه " لكنا عبرنا عنهما باسميهما الدالين عليهما من حيث لهما هذا النوع من الإضافة. ومن المضاف ما يوجد للمتضايفين اللذين لهما جنسه اسم لكل واحد منهما من حيث يوجد لهما جنس الإضافة الذي لهما، ولا يوجد لهما اسم من حيث لهما نوع لذلك الجنس من الإضافة. مثل " العلم " و" المعلوم " ، فإن العلم علم للمعلوم والمعلوم معلوم للعلم، وأنواع العلم ليس يوجد لها اسم من حيث لها أنواع الإضافة التي العلم هو جنسها إلى أنواع المعلوم الذي هو جنسها، مثل " النحو " و" الخطابة " . فلذلك يمكن أن يقال " النحو نحو لشيء هو معلوم بالنحو " ، بل إذا أردنا أن نضيف النحو إلى شيء ما مما له إليه إضافة من المعلومات بالنحو أخذناه موصوفا بجنسه فقلنا " النحو علم للشيء الذي هو معلوم بالنحو " .
(43) فشريطة المضافين أن يكون كل واحد منهما أخذ مدلولا عليه باسمه الدال عليه من حيث له ذلك النوع من الإضافة.فلذلك قال أرسطوطاليس " إن المضافين هما اللذان الوجود لهما أنهما مضافان بنوع من أنواع الإضافة " . فلذلك إذا وجدنا شيئا منسوبا إلى شيء بحرف من حروف النسبة، أو كان شكلهما أو شكا أحدهما شكل مضاف في ذلك السان، فليس ينبغي أن يقال إنهما مضافان حتى يكون اسماهما دالين عليهما من حيث لهما ذلك النوع من الإضافة. فحينئذ ينبغي أن يقال إنهما مضافان.
مخ ۱۴