(40) على أن اسم الإضافة واسم النسبة يستعملها النحويون في
الدلالة على ما هو أخص من هذه كلها. وذلك أن المنسوب إلى بلد أو جنس أو عشيرة أو قبيلة يدل عليه عند أهل كل طائفة بألفاظ مشكلة بأشكال متشابهة ينتهي آخرها إما إلى حرف واحد - مثل ما في العربية والفارسية - أو إلى حروف بأعيانها، مثل ما في اليونانية. وكل اسم كان مشكلا بذلك الشكل فإنه دال عندهم على النسبة، وما عدا ذلك من الألفاظ التي ليست مشكلة بذلك الشكل فليست دالة على نسبة. فهم يخصون هذه خاصة باسم النسبة والمنسوب، وما عدا هذه لا يسمونها منسوبة ولا نسبة. وكذلك لأهل كل لغة أشكال في الألفاظ أو حروف يقرنوها بألفاظهم، فمتى كانت ألفاظهم مشكلة بتلك الأشكال أو كانت مقرونة بتلك الحروف قيل في معاني تلك الألفاظ من حيث هي مدلول عليها بتلك الألفاظ مشكلة بتلك الأشكال أو مقرونة بتلك الحروف إنها " مضافة " . والإضافة عندهم هي أن يدل على المعاني بألفاظها مشكلة بتلك الأشكال أو مقرونة بتلك الحروف، وما عدا ذلك يسمونها " مضافة " لا " إضافة " . وإذا تأملت معنى معنى من التي يدلون عليها بتلك الألفاظ وجدت بعضها تحت مقولة الإضافة وبعضها في سائر المقولات أنسب.
فهذه معاني النسب، ولا معنى لها غير هذه الإضافة.
الفصل التاسع:
الإضافة
(41) والمضافان ينسب كل واحد منهما إلى الآخر بمعنى واحد مشترك لهما يوجد معا لكل واحد منهما، مثل أن يكون المضافان آ وب، فإن ذلك المعنى المشترك إذا أخذ بحروف " آ إلى ب " نسب به حرف آ إلى ب، وإذا أخذ بحروف " ب إلى آ " نسب به حرف ب إلى آ، وذلك المعنى المشترك هو الذي هو إضافة، وبه يقال كل واحد منهما بالقياس إلى الآخر. وذلك المعنى الواحد هو الطريق الذي بين السطح وأرض الدار الذي إذا أخذ مبدؤه من السطح وانتهاؤه عند الأرض يسمى هبوطا، وإذا جعل مبدؤه من الأرض ومنتهاه السطح يسمى صعودا، وليس يختلف إن أخذ ما له في طرفيه فقط. وكذلك الإضافة، فإن المضافين هما طرفاها، فتؤخذ مرة من آ إلى ب ومرة من ب إلى آ.
مخ ۱۳