ولماذا نذهب بعيدا فلنواصل السير مع آيات سورة طه ، بعد أن قرر الله أن الشفاعة لا تنفع ولا تهدي أحدا ،
لكن من أذن له الرحمن في الهدى ورضى له قوله في الدنيا ، فإنه الفائز في الأخرى ، بعد هذا يؤكد هذا القرار ، ويوضح أسباب الفوز للأبرار ،
فيقول (يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما) طه 110
إن الآية جواب عن سؤال ، هو كيف يا رب لا يفوز إلا من أذنت له وإلا من رضيت له قولا ،
وأنى يتميز هذا في المقام المستنير ، فجاء الجواب بأن علم الله محيط بكل خفي وظاهر ،
وبكل متقدم ومتأخر فكل الخلق عنده بارز وظاهر (يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم)
هذا هو شأن الله ، أما شأنهم فهم لا يحيطون به علما ولا يستطيعون وكيف وهو رب العالمين ، وكلهم إليه مضطرون مسائلون ،
وهو المجيب المعطي ما يسألون ، لا يشغله أحد عن أحد ، ولا شأن عن شأن ولا ماذا كان عما يكون ،
فكل العالمين يديه ، وهو الذي له الحكم فيما يعملون ، والذي يفهم بما لا يعلمون ، وبما نسوه من عمل مهما يكون وعليه فهل يمكن أن يشاركه في علمه أحد ،
وهل يمكن أن يشاركه في حكمه أحد ، كلا بل ولا يعزب عزا به أحد ، فالناس أمام ربهم في خشوع ، وقوله لا يرد (وعنت الوجوه للحي القيوم) طه 111
ناپیژندل شوی مخ