43

Hukm al-Samaa

حكم السماع

پوهندوی

حماد سلامة

خپرندوی

مكتبة المنيار

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

۱۴۰۸ ه.ق

د خپرونکي ځای

الأردن

ژانرونه

حنبلي فقه

وأعظمُ سماعٍ في الصلوات سماع الفجر الذي قال الله فيه : ﴿وقرآنَ الفجرِ. إِنَّ قرآنَ الفُجرِ كان مشهوداً (١) وقال عبدُ الله بن رواحة(٢) - رضي الله عنه - يمدحُ النبي ﷺ :

وفينا رسول الله يتلو كتابه إذا انشق معروف من الفجر ساطعُ

يبيتُ يُجافي جنبَهُ عَنْ فراشهِ إذا استثقلتْ بالمشركينَ المضاجعُ

أرانا الهُدَى بَعْدَ العَمَى فقلوبُنا بهِ موقناتٌ أَنَّ ما قالَ واقِعُ(٣)

وهو مستحب لهم خارج الصلوات ، ورُوي عن النبي ﷺ: ((أَنَّهُ خَرَجَ على أهل الصفة . وفيهم واحد يقرأ وهم يستمعون ، فجلس معهمٍ)(٤) . وكان أصحابُ رسولِ الله ﷺ إذا اجتمعوا أمروا واحداً منهم يقرأ والباقون يستمعون.

وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول : يا أبا موسى ! ذَكِّرنا ربنا ، فيقرأ وهم يستمعون(٥). ومَرَّ النبيُّ ﷺ بأبي موسى وهو يقرأ: فجعل يستمع لقراءته، وقال: ((لقد أوتي هذا مزماراً من مزامير داود))(٦) وقال: ((يا أبا

(١) الآية ٧٨ من سورة الإِسراء.

(٢) هو عبد الله بن رواحة بن ثعلبة بن امرىء القيس الخزرجي الأنصاري الشاعر المشهور، يكنى أبا محمد ويقال كنيته أبو رواحة ويقال أبو عمرو. وهو من السابقين الأولين شهد بدراً واستشهد بمؤتة وكان ثالث الأمراء بها في جمادي الأول سنة ثمانٍ للهجرة. [الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر ٢٩٨/٢، وتقريب التهذيب لابن حجر ص ٣٠٣].

(٣) انظر أبيات عبد الله بن رواحة في صحيح البخاري ج ٣ ص ٣٩ وج ١٠ ص ٥٤٦ وفي الجامع لأحكام القرآن للقرطبي المجلد الثالث ج ٥ ص ٢٠٩. ومعنى يجافي جنبه: أي يرفعه عن الفراش، وهو كناية عن صلاته بالليل؛ والمراد بالعمى، الضلالة [ انظر فتح الباري شرح صحيح البخاري ج ٣ ص ٤١ ].

(٤) لم أعثر على هذا الحديث بعد البحث.

(٥) انظر حلية الأولياء لأبي نعيم ج ١ ص ٢٥٨ .

(٦) الحديث أخرجه: البخاري في كتاب فضائل القرآن باب حسن الصوت بالقراءة للقرآن ج ٩ ص ٩٢، ومسلم في كتاب صلاة المسافرين باب استحباب تحسين الصوت بالقرآن ج ١ ص ٥٤٦، والترمذي في المناقب باب في مناقب أبى موسى الأشعري ج ٥ ص ٦٩٣، والنسائي في كتاب

43