مثانِيَ ، تَقْشعرُّ منه جُلودُ الذين يخشون ربهم . ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله﴾^(١) وقال سبحانه وتعالى: ﴿الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه﴾^(٢) وهذا كثير في القرآن .

وكما أثنى سبحانه وتعالى على هذا السماع ، فقد ذَمَّ المعرضين عنه ، كما قال: ﴿وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والْغَوا فيه لعلكم تَغْلِبون﴾^(٣) وقال: ﴿والذين إذا ذُكِّروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صُمَّاً وعُمْياناً ﴾^(٤) وقال سبحانه وتعالى: ﴿ فما لهم عن التذكرة معرضين ، كأنهم حمرٌ مستنفرة ؟ ﴾^(٥) وقال سبحانه وتعالى: ﴿ ومن أظلم ممن ذُكِّرَ بآیات ربه فأعرضَ عنها ونسيَ ما قدمتُ يداه﴾^(٦) وقال: ﴿إِنَّ شرَّ الدَّواب عند الله الصّمُّ البُكُمُ الذين لا يعْقِلون ، ولو علم الله فيهم خيراً لأسمَعُهْم ، ولو أسمعهم لتولَّوا وهم مُعرضون﴾^(٧) وقال سبحانه وتعالى: ﴿وإذا تُتُلى عليه آياتنا ولّى مُستكبراً كأن لم يسمعها كأنَّ في أذنيه وقراً . فبشره بعذاب أليم ﴾^(٨).

وهذا كثير في كتاب الله، وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإجماع المسلمين يمدحون من يقبل على هذا السماع ، ويحبه ويرغب فيه ويذمون من يعرض عنه، ويبغضه، ولهذا شرع الله للمسلمين في صلاتهم ولطسهم^(٩) شرع سماع المغرب، والعشاء الآخر.