هوکر محتال امریکایی عظیم: شخصان په یو کې
هوكر المحتال الأمريكي العظيم: شخصان في واحد
ژانرونه
في مساء اليوم التالي، جاء إليها الرجل الذي مشى معها بعض خطوات في الطريق حين كانت ذاهبة إلى البنك لكي تأخذ الخمسين ألف ريال - كما يذكر القارئ - وطلب مقابلتها، فردت إليه خادمتها تقول إنها لا تقدر أن تقابله الآن؛ فمتى رأت فرصة مناسبة لمقابلته تكتب له.
فقال للخادمة: قولي لمس كروس: إن مهمتي الآن تختلف عن مهماتي الماضية وأكثر فائدة لها.
فأذنت له بالدخول إلى غرفتها رأسا، فلما حياها وجلس قالت: تعذرني يا مستر زيمر لتمنعي أولا عن مقابلتك؛ لأني أشعر بصداع الآن.
فأجاب: ولولا خوفي أن تندمي على عدم إيذانك لي بالدخول لما ألححت عليك به، فاعذريني على إلحاحي، ولا سيما في هذا الوقت الذي تشكين فيه من وجع الرأس لأني لأجله أتيت.
فاستغربت قائلة لأجله أتيت؟!
قال: نعم، أتظنين أني لم أعلم السبب؟
فاضطربت إيفا قائلة: أي سبب؟ - سبب وجع رأسك. - كيف تعرف ذلك؟ - قرأت في الجرائد. - ماذا قرأت؟! - قرأت عما فعله جاك هوكر بائع الحلي.
فانتفضت أيضا قائلة: تعني مسألة الدبوس؟ - نعم، وألوف الريالات. - تعني الأحد عشر ألف ريال التي أخذها مني؟ - نعم، ولهذا أتيت لأعرض عليك أمرا. - ما هو؟ - أن تختاريني جاسوسا لأبحث لك عن هوكر كما فعل أفلن، وبكاروف، وشفلر. - ماذا فعلوا؟! - عين كل منهم جواسيس للبحث عن هوكر. - أما أفلن وبكاروف فلأن كلا خسر عشرة آلاف ريال، وأما شفلر فلماذا؟! - لأنه استاء جدا من أن شخصا يشبهه استخدم اسمه، ويخاف أن يستخدمه في المستقبل لأمور كثيرة تضر به (أي شفلر). - أما أنا فأكتفي باهتمام الحكومة وأولئك الثلاثة، فإن اهتدوا إلى هوكر عوقب عن كل ذنوبه. - تعنين أنك لا تريدين أن تعيني من قبلك خفية للبحث عن هوكر! - كلا. - ألا يهمك أن تقع يدك على من اختلس منك ...؟ - أحد عشر ألف ريال لا تهمني كثيرا. - أعلم أنها لا تهمك، وأعلم أنك لا تحصلين عليها، ولو قبض على هوكر؛ لأنه بذرقها أو أخبأها. - فإذن لماذا أهتم بالقبض عليه؟ - لكي يعاقب على ما جنت يداه. - وما فائدتي من معاقبته؟ - ألا تريدين أن تتشفي وتنتقمي منه؟ - كلا، ليس في قلبي حقد على أحد. - إذن أعرض خدمتي على مستر أفلن. - تقول إنه عين خفية؛ فلا حاجة به إليك. - ولكن الخفية الذين عينهم لا يعرفون ما أعرف.
فتنبهت إيفا جيدا، واختلج فؤادها، وقالت: ماذا تعرف؟! - أعرف أشياء عن هوكر لا يعرفها أحد غيري. - ماذا تعرف عنه الآن؟! - إن ما أعرفه يا مس كروس يدفع المستر أفلن ثمنه ربع ثمن الدبوس على الأقل. - وتنبئ عنه المستر أفلن إذا دفع لك مكافأة؟ - إذا لم يدفع ما أريد أنبئ بكاروف أو شفلر. - وتريد مني ثمن ما تقوله لي عن هوكر؟ - نعم، ولا تؤاخذيني مس كروس فإني لشغل لا لزيارة ودادية أتيتك، وأنت لم تسلمي بمقابلتي إلا لما علمت أنها لشغل، ونتيجة الشغل القبض والدفع. - أنت تعلم أن القبض والدفع لا يهمانني، ولكني أفضل أن تعاملني كصديق لصديقة، والصداقة لا تحول دون الدفع والقبض. - أنت نفيت الصداقة منذ المقابلة الفائتة يا مس كروس، والآن لما طلبت مقابلتك أيدت ذلك النفي، فدعينا نتكلم بالشغل بقطع النظر عن الصداقة. - إذا كنت مستاء مني فأعتذر لك؛ لأني كل هذا الأسبوع كنت مضطربة لمشاغل مختلفة، فكنت سيئة التصرف مع كل صديقاتي وأصدقائي، ولا أود أن نتعامل ولو بالأجرة إلا وأنت صديق مخلص. - تأكدي يا مس كروس أني أمين سواء كنت صديقا أو غير صديق. - إذن تخلص في إخباري كل ما تعرفه عن هوكر؟ - من غير بد أخلص إذا دفعت الثمن. - كم تريد؟ - قلت لك: إن أفلن يدفع ربع ثمن الدبوس. - إذن ساومت أفلن على ذلك؟! - كلا، لم أساوم أحدا ولا أخبرت أحدا بعد، ولكني أؤكد أن أفلن يدفع القيمة متى عرف ما أعرف. - أود أن أعرف ماذا تعرف أولا. - أعرف أين هوكر، وماذا ينوي أن يفعل فيما يتعلق بك، فانتفضت إيفا، وقالت: بي؟! - نعم، بك. - ماذا ينوي أن يفعل؟ - هل رضيت أن تدفعي الثمن يا مس كروس؟ - أدفع ألف ريال فقط. - بل تدفعين الألفين. - قد أدفعهما بعد أن أصل إلى النتيجة النهائية إذا وجدتها تستحق. - لا أريد منك الآن إلا أن تعدي أن تدفعي الألفين حين تصلين إلى النتيجة، وأنا أؤكد أنك تدفعينهما حينئذ. - أعدك بذلك؛ فأخبر كل ما تعرفه. - لما قرأت في الجرائد قصة هوكر بحثت عنه، وتوقفت إلى الاهتداء إليه والوقوف على أسراره حتى صار تحت رحمتي، ووعدته أن آتيك لكي أخبرك أنه يريد مقابلتك إذا كنت تؤمنين على سلامته، وهو يؤكد أنك متى اجتمعت به وسمعت حديثه تعذرينه وتؤكدين حسن نيته. - إذن قل له أن يأتي الليلة في آخر السهرة. - ولا تشين به قبل أن تسمعي قصته. - يأتي ويذهب ولا أحد غيرك يعرف ذلك. - والألفا ريال؟ - أدفعها متى جئت مع هوكر. - حسن جدا، في أي ساعة نجيء؟ - الساعة التاسعة، ألا توافق؟ - حسن جدا.
وعند ذلك وقف زيمر لكي ينصرف، فقالت له: ولكن لا تخبر إدارة البوليس ولا الثلاثة الذين يبحثون عن هوكر، لا تخبرهم عنه شيئا. - هذا الشرط لم يدخل في اتفاقنا يا سيدتي، فمتى انتهيت من هوكر أخبر البقية عنه، وأقبض ثمن الخبر، وإن شئت أن أكتم أمره عن سواك تدفعين ثمن الكتمان. - أنت كالمنشار تريد أن تأكل صاعدا ونازلا. - هكذا رمت أنت يا سيدتي. - لا بأس، بعد أن أجتمع بهوكر نتساوم على الكتمان. - لك ما ترومين يا سيدتي.
ناپیژندل شوی مخ