158

ومزقت الجارية ثيابها على الفور، وانتزعت شعرها وخمشت وجهها، وصاحت وهي تجري إلى تخت الشاه متنكرة متحيرة.

الجارية :

الغياث يا مسلمين! يا أيها السلطان! يا ملك العالم! يا ظل الله في الأرض ومأوى كل مظلوم! أيجوز أن يصير في عهد عدلك ظلم، وترتكب في حق ذاتك خيانة؟

الملك :

ومن الذي ارتكب هذه الخيانة؟ من تجرأ على هذا الظلم؟

الجارية :

لما صحبت الأمير إلى حجرتي، أشفقت عليه شفقة الأمومة، وقلت له: يا ثمرة الشجرة الملكية! لم هذا الصمت؟ ولماذا لا يغني بلبل لسانك على شجرة الكلام؟ فما كان منه إلا كما قالوا: سكت دهرا ونطق كفرا.

فتح فمه وقال: موجب صمتي داء حبك الذي لا علاج له، وهجرك الذي لا ينتهي. آه! لقد وضعت يد العشق قفل السكوت على فمي، فاعلمي أن حبك امتزج بمائي وطيني، واستقر في قلبي من المهد إلى هذا العهد. لقد أسعف الحظ، وأرسلني الشاه الي حجرتك، فأطلقي روحي من قيد هواك، واروي عطش فمي من ماء بحرك، واقبلي خدمتي في كعبة جمالك، حتى أقضي على أبي بالسيف أو بالسم. ولما رأيت أن الجنون قد استولى على قلبه، وخفت أن يتبع الأقوال الذميمة بارتكاب الفاحشة والجريمة، خلصت شرفي من خناجر يديه، وجريت إلى ظل رحمتك، وعدت لك وأنا أقول ما قالت زليخا: ما جزاء من أراد بأهلك سوءا؟

المؤرخ :

وتأثر الملك وتعكر، ثم قال في غضب الأسد الغضنفر:

ناپیژندل شوی مخ