ولما ظهرت أنوار ملكة الكواكب، ذهب الأمير إلى حضرة أبيه ووقف صامتا . وكلما ألح الملك والوزراء، وسألوه أن يتكلم لم يسمعوا منه أي جواب. فقال الملك:
الملك :
لعله يخجل من هذه الجماعة، ولا يطلق لسان المقال في حضرتنا. أرسلوه إلى سراي الحرم؛ عساه يتكلم مع أهل الحجاب.
المؤرخ :
كان في حرم الملك جارية هي الجمال بعينه، وكانت قد عشقت الأمير من مدة مديدة، فلما أن غاب عنها قنعت من وصاله بالخيال، وعللت قلبها عن فراقه بالآمال، وما كادت تسمع بما جرى، حتى ذهبت إلى الملك وقالت:
الجارية :
يا منبع الجلال ومطلع الكمال، أرسل الأمير إلى حجرة جاريته، لقد رعيت الدر اليتيم، وعوضته عن حنان أمه.
الملك :
نعم الرأي ما رأيت يا درة قلبي وقرة عيني ... ليذهب إلى حجرتك؛ عساه أن يتكلم معك.
المؤرخ :
ناپیژندل شوی مخ