هذ ا ما سوف يعرفه الملك والحضور، عندما تسألون الأمير، فيتكلم بعد ستة شهور.
المؤرخ :
أخذ سندباد يبذل جهده في تربية الأمير، وواظب الأمير وتحمل الآلام في مطالعة الصور والأشكال بقوة البصر، وسماع دقائق العلوم ولطائف الحكم بحاسة السمع، حتى حفظ الغرر والدرر، واستوعب العجائب والغرائب. وكان سندباد قد أمر بأن تنقش صور البروج والكواكب على أحد سطوح البيت المكعب، وتسطر على سطح آخر أنواع المعاملات والأخلاق والآداب والعبادات ، وتثبت على سطح ثالث أسباب العلل، وأسماء الأدوية وصنوف الأمزجة، وتبين على سطح رابع أنواع الأصوات ومراتب الأوتار ومدارج الأوزان والألحان، وترسم على سطح خامس الأشكال الهندسية من مثلثات ومربعات ومستقيمات ومنحنيات، ويسطر على سطح سادس قواعد تدبير الرياسة والسياسة، وقوانين العدل والإنصاف. ولما انقضت المدة وانتهت المهلة بعث الملك إلى السندباد رسولا يقول: ها قد حل الموعد؛ فهل أنجزت الوعد؟ وبعث سندباد إلى الملك على لسان الرسول: إن شئت أيها الملك أحضر إليك ولدك في الغد. ثم التفت للأمير، وقال:
سندباد :
لقد أبلغت أباك أنك ستكون عنده صباح الغد. سنعرض عليه ما حصلت، وتظهر ما حفظت، وتشهد الجميع أنك قد أصبحت نوارة شجرة الملك، وكوكب سماء الحكم.
الأمير :
ليكن ما تريد يا معلمي.
سندباد :
غير أنني لم أنظر بعد في النجوم لأعرف طالعك.
الأمير :
ناپیژندل شوی مخ