ادعوني أستجب لكم ؟
2
المؤرخ :
وتصدق الملك على الفقراء والزهاد والعباد، وأدي نذور الخيرات، وأقام الصلوات ونوافل الطاعات. وخلا بالجارية المحبوبة، فولد البدر والشمس كوكبا في جمال يوسف، وكمال المسيح، على جبينه أنوار الكرم والعظمة، ومخايل النجابة والشهامة. ولما خرجت هذه الثمرة من زهرة الوجود، صرف الملك نعما فاخرة، وأموالا وافرة في الخيرات وفاء بالنذور، وإتماما للسرور، وأمر الحكماء والمنجمين.
الحكماء :
آه! أصبح الحكماء مرة أخرى منجمين!
المؤرخ (مستمرا) :
أمرهم أن يقرءوا طالع الأمير، فنظروا وحسبوا وقابلوا، وقالوا للملك العظيم: اهنأ وعش مخلدا! إن ولدك سيفوق ملوك الأرض في العلم والحكمة، والسخاء والمكرمة. ولم يطمئن الملك فأمرهم بمعاودة النظر والحساب والمقابلة، فنظروا وقالوا: بعد انقضاء سنين من عمره، سيعرض له خطر على حياته، ولكن الخالق سيسهل تلك المعضلة، فلا يرى بعدها أي مكروه، ولا يحط غبار على صفحات كماله ... ولما بلغت سنه الثانية عشرة، أرسله الملك إلى المؤدب ليتعلم آداب الملوك، ومرت عشر سنين، فلم يتعلم الصبي أي شيء من مدارك العلوم.
الملك :
كل هذه السنين ولم يظهر عليه أثر. آه! لقد اغتم فؤادي وتولاه اليأس والضجر. هيا أحضروا الفلاسفة والحكماء! ... ولما مثلوا في حضرته، صاح فيهم: من منكم يعلمه دقائق العلم ويلقنه أسرار الحكمة؟ من منكم يجعله خليقا بتيجان الملوك؟ أيها الحكماء السبعة، اختاروا واحدا منكم، وأسلموه زمام هذه المهمة.
ناپیژندل شوی مخ