140

اسمعوا بداية الحكاية وكل حكاية.

الحكماء :

وعدتنا بحكاية واحدة.

المؤرخ :

وكل حكاية تبدأ هذه البداية ... كان في قديم الزمان، وسالف العصر والأوان، ملك اسمه «كورديس» هو الملك المتوج على عرش هندوستان ... بالغ رواة الحديث وأصحاب التاريخ في بيان فضله وكماله، والثناء على عقله وعلمه، والإشادة بعدله ورحمته ورعايته للرعية، بحيث تسامح الصقر مع الحمامة، وتصالح الذئب مع الشاة، ورعت السوائم مع الأسود في أطراف الممالك وأكناف المسالك ... لكنه على الرغم من سعده وعظمة مملكته، كان يقضي الساعات في الفكرة والحيرة ... كان يقول لنفسه في غرفة خلوته: طائر الملك بلا فرخ، ودوحته بلا غصن، وأصله بلا فرع.

ودخلت عليه جارية جمعت بين جمال الكياسة وكمال الفراسة، ولما رأته على هذه الحال قالت:

الجارية :

ما هذا التغير؟ وما موجب هذا التفكر؟

الملك :

ألم تخبرك عين فراستك عن ثلوج الشيب في شعري؟ ألم تري يد الأجل توشك أن تطوي بساط عمري، وتجرعني كأس قدري، وتدفع بي إلى ليل قبري؟

ناپیژندل شوی مخ