ومنهم من وفقه الله إلى حل هذه المشكلة فوفقك بين إرادة الله واختيارا لبعد فجعل الخلق لله وحده والكسب والاختيار للعبد . إلى هنا وقفت عقول البشر ولم يكن الله ليكشف لهم عما وراء ذلك من سر قضائه وقدره بل أمرهم بالإيمان به والوقوف دونه ونهاهم عن التنقيب فيه والتدخل فيها لا يعنيهم
(( لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون ))
( سورة الأنبياء الآية 23 ) .
وقد ورد في الخير (( القدر سري ولا ينبغي أن يطلع أحد على سري )) أو كما قال وورد (( إذا وصلتم القدر فكفوا إذ ليس من وظيفتنا التدخل فيما استأثر الله به وانما وظيفتنا توجيه عزائمنا إلى تحسين ما جعله الله تحت مقدورنا من الكسب والاختيار الذي هو مناط المدح والذم والثواب والعقاب )) .
ما هي حكمة الإيمان بالقضاء والقدر ؟ :
إن حكمة الإيمان به عظيمة وفائدتها جليلة وذلك إن الإنسان إذا أمن حق الإيمان بان القضاء والقدر خيره وشره من الله وقد أيقن الله سبحانه مدبر حكيم علم حق العلم (( إن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما اخطاه لم يكن ليصيبه وان الأمة لو اجتمعوا على أن تنفعه بشيء لن تنفعه إلا بشيء قد كتبه الله له وإنها لو اجتمعت على ان تضره بشيء لن تضره إلا بشيء قد كتبه الله عليه )) وإذا علم كل هذا زال منه كثير من الرذائل مثل الجزع والهلع والجبن والخوف واللوم والشح والقلق وضيق الصدر وغير ذلك من مستتبعات هذه المفاسد .
مخ ۲۲