حکمت غرب
حكمة الغرب (الجزء الأول): عرض تاريخي للفلسفة الغربية في إطارها الاجتماعي والسياسي
ژانرونه
كانت حكومة إسبرطة تتألف من مجلس شعبي ينتخب مجلسا للشيوخ، ويعين اثنين من المستشارين أو المشرفين، كما كان هناك ملكان، واحد من كل أسرة عريقة، ولكن السلطة الفعلية كانت في أيدي المستشارين، أما النظام التعليمي فكان الهدف منه هو تكوين جنود منضبطين فحسب، ولقد كان الفرسان الإسبرطيون مشهورين في طول اليونان وعرضها. وكانوا بالفعل يشكلون قوة هائلة، والواقع أن صمود ليونيداس
Leonidas
ورجاله الثلاثمائة أمام جحافل الفرس بقيادة زيرزيس
Xerxes
في ثرموبيلا
Thermopylae
ينبغي أن يعد من أروع الأحداث التاريخية، ومن جهة أخرى لم يكن الإسبرطيون من أولئك الذين يغرقون في العواطف إلى حد الضعف والاستخذاء؛ فقد كان نظامهم صارما، وكان من الضروري كبح جماح المشاعر الخاصة. أما الأطفال المشوهون فكانوا يتركون في العراء، حتى لا يعتري الوهن قوة الجنس كله. وكان الأطفال يؤخذون من والديهم في سن مبكرة، ويربون في مؤسسات تشبه الثكنات العسكرية، كما كانت الفتيات يعاملن بطريقة تشبه في عموميتها معاملة الفتيان، أما المركز الاجتماعي للمرأة، فكان مبنيا على المساواة إلى حد بعيد، ومن هنا فإن قدرا كبيرا من أوصاف المدينة المثالية عند أفلاطون مستوحى من النموذج الإسبرطي.
أما مدينة كورينثة، على البرزخ اليوناني، فكانت تحتل مكانة مسيطرة في ميدان التجارة والنقل، وكانت تحكمها حكومة أقلية من النخبة (أوليجاركية)، وقد انضمت إلى الرابطة البلوبونيزية تحت قيادة إسبرطة، وقد أسهم الكورينثيون بكتائبهم في الحروب الفارسية، ولكنهم لم يمارسوا القيادة. وكانت اهتماماتهم تجارية في الأساس، كما أن كورينثة قد اشتهرت، لا بوصفها موطنا للمفكرين والسياسيين، بل بسبب ما فيها من أمكان اللهو، كذلك كانت هي المصدر الذي خرج منه مستوطنو واحدة من أعظم المستعمرات اليونانية، وهي مدينة سراقوزة في صقلية. وكانت هاتان المدينتان تتبادلان التجارة فيما بينهما بنشاط، وكذلك تتبادلانها مع بقية أرض اليونان بوجه عام، وذلك على طول الممر البحري المأمون في خليج كورينثة، وفي صقلية كان اليونانيون يجاورون مباشرة مدينة قرطاجة الفينيقية القوية، وقد حاول الفينيقيون، بالتنسيق مع الغزو الذي قام به زيرزيس
Xerxes (ملك الفرس) لليونان، أن يجتاحوا الجزيرة في عام 480ق.م. غير أن ضخامة موارد سراقوزة وقيادة طاغيتها جيلا
Gela
ناپیژندل شوی مخ