حکایه وما په کې دی
الحكاية وما فيها: السرد (مبادئ وأسرار وتمارين)
ژانرونه
تنصح الكاتبة روز تريمين قائلة: «التمس لك منطقة خبرة تكون غير معروفة ولكن يمكن معرفتها، منطقة من شأنها أن تعزز فهمك للعالم، واكتب عنها. ومع هذا، فلتتذكر أنه بداخل تجربة حياتك الشديدة الخصوصية فقط تكمن البذور التي سوف تغذي عملك الخيالي؛ لذا فلا تلق بها كلها في كتابة السيرة الذاتية.» أي إنه حتى لو اعتمدت على خيالك تماما في تشكيل عالمك القصصي والروائي، فستظل تستعين بتلك المشاعر العميقة والأساسية بداخلك؛ ما تفضل وما تحب وما تكره، الأشخاص الذين تركوا أثرهم في حياتك، ولكي تستكشف تلك المناطق، لديك كثير من الحيل، ليس فقط الكتابة الحرة أو دفتر يومياتك، بل يمكنك أيضا إعداد بعض القوائم.
لعبة القوائم
تنصح الكاتبة المسرحية كلوديا جونسن طلاب فصلها بإعداد قوائم لتحديد مشاغلهم واهتماماتهم، كتمرين من تمارين الكتابة والتسلية واستكشاف الذات أيضا؛ كل ما عليك هو أن تكتب عشرة بنود تقريبا، تحت رءوس موضوعات من قبيل: «ما الذي يغضبني؟ ما الذي يخيفني؟ ماذا أريد؟ ماذا يؤلمني؟» أو قوائم لأشياء أكثر خفة ومرحا وطرافة، مثلا: «أشياء أتمنى لو أنني لم أتفوه بها - أشياء حمراء أحبها - أشياء حمراء أكرهها - أمور أكثر إحراجا من التعري على الملأ - أشياء لا بد من التخلص منها في أقرب وقت ممكن - أشياء يمكن للمرء أن يموت في سبيلها - أشياء تصدع الدماغ - أشياء تجلب النعاس - أشياء لا تدوم لأكثر من يوم واحد فقط.» وبطبيعة الحال هذه مجرد أمثلة، ويمكنك أن تطور هذه اللعبة كيفما يحلو لك، المهم أن تستكمل بنود القائمة للنهاية، فأغلب الظن أنك لن تصل إلى الأشياء الأساسية إلا بعد كتابة بضع نقاط، وعندئذ قد تكتشف فجأة النقطة التي تحب الانطلاق منها في موضوع نصك التالي، ولن يهم كثيرا عندئذ أن يكون موضوعك مستمدا من حياتك أو معتمدا على خيالك، فكثيرا ما يختلط هذان الجانبان تماما في نهاية الأمر، بحيث لا يعود بوسعك أن تقول مطمئن القلب: هنا ينتهي الواقع ويبدأ الخيال، أو العكس. هل عادت «أليس» حقا من داخل المرآة؟ أي جانب من جانبي المرآة هو ما يسمى الواقع، وأيهما نسميه الخيال والفانتازيا؟ لن تعود مسائل في غاية الخطورة، فالمهم أن تمتزج على أرض النص عناصرك جميعها بحيث يتولد عنها شيء جديد تماما، بصرف النظر عن الموارد والينابيع التي استمد حياته منها.
تذكر
يقول كاتب الأطفال البريطاني مايكل موربورجو: «إن فكرة القصة بالنسبة إلي هي ملتقى روافد مختلفة من أحداث حقيقية، وربما تاريخية، أو من ذاكرتي الخاصة؛ لخلق ذلك المزيج الجدير بالاهتمام.»
أوهام شائعة حول حرفة الكتابة
همسة في أذنك من زادي سميث
تنصحك الكاتبة البريطانية «زادي سميث» بعدم إضفاء طابع رومانسي على «مهنتك» ككاتب، فإما أنك تستطيع كتابة جمل جيدة، وإما أنك لا تستطيع ذلك؛ إذ لا يوجد ما يسمى «أسلوب حياة الكاتب»، فكل ما يهم حقا هو ما تتركه على الصفحة. ولعلها تقصد بذلك الأسلوب الصورة الشائعة عن الكتاب كمخلوقات معذبة وحائرة، تعيش مهددة بأشباح الإدمان والجنون، مهملين في ثيابهم وصحتهم، وهائمين على وجوههم هنا وهناك. كلما تمعن في رحلتك مع القراءة والكتابة سوف تكتشف أن هذه الصورة الشائعة لا أساس لها من الصحة، وأن المئات من كبار الكتاب قد اتسموا بالتنظيم اليومي الصارم، والحرص على تفاصيل حياتهم، وعلى عيش حياة هادئة وممتعة. وإذا عدنا من جديد إلى زادي سميث، نسمعها تضيف نصيحة أخرى لا تقل أهمية؛ وهي أن تتجنب «الشللية»، والعصابات، والجماعات؛ فإن وجودك في جمع لن يجعل كتابتك أفضل مما هي عليه.
أسطورة الطقوس الخاصة بالكاتب
لطالما كانت العادات اليومية لهذا الكاتب أو ذاك ذات فتنة وجاذبية خاصة، أو ما يطلق عليه: «طقوس الكتابة»؛ فنادرا ما يجري أحد الصحافيين مقابلة مع كاتب ما دون أن يطرح عليه سؤالا واحدا على الأقل حول تلك العادات والطقوس الخاصة به عند الكتابة، من قبيل: هل تكتب نهارا أم ليلا؟ هل تجلس للعمل يوميا؟ هل ما زلت تستخدم الورق والأقلام، أم تستخدم الآلة الكاتبة أو الكمبيوتر؟ إلى آخر كل تلك المسائل التي لا تخص صميم العملية الإبداعية ذاتها، بل تحيط بها كنشاط إنساني شأنه شأن تناول الطعام والشراب والمشي والتسلية؛ مما يعكس - ربما - اهتماما مبالغا فيه بالآلية الغامضة التي تعمل بها عبقرية الكاتب من هؤلاء، أو ربما بغرائب وعجائب العادات الخاصة بالفنانين - التي دائما ما تثير الاستغراب والدهشة - تلك المخلوقات ذات الخصوصية بعالمها المختلف والغامض. وكأن معرفتنا بتلك الطقوس والأحوال قادرة على أن تضيء لنا ذلك الدرب المعتم للتفرد والعبقرية، أو أن تكشف السر المختبئ وراء عظمة التجربة الفنية. من ناحية أخرى قد يكمن وراء ذلك النوع من الأسئلة التماس لطلب العون من ناحية المبدعين الشباب والمبتدئين؛ رغبة منهم في الاسترشاد بهدي أحد أعلام الكتابة، فكأنها - بمعنى آخر - صيغة محورة لسؤال آخر لم يتم طرحه، وهو: ما هي حيلك السحرية التي تحول بها الواقع إلى فن، والرماد إلى ذهب خالص؟ المفاجأة - وربما السر الحقيقي - هي أنه لا وجود لمثل تلك العصا السحرية أو التعويذة الغامضة التي يمتلكها كبار الكتاب، مهما زعموا العكس أو أحب معجبوهم أن يصدقوا غير ذلك؛ فالكتابة هي الطقس الوحيد الذي يجمع كل هؤلاء الكبار في رحابه، باختلاف أحوالهم وعاداتهم وطقوسهم.
ناپیژندل شوی مخ