307

هدایت راغبین

هداية الراغبين إلى مذهب العترة الطاهرين

ژانرونه

علوم القرآن

وطابت ولم تغلبه إن كان عاقلا .... وعادت إلى التقوى وصامت وصلت

وإن هي لم تعط الذي حبيت به .... من الرزق أمست في الهموم وضلت

وكان قصارى أمرها أن يرده .... إلى حلمها قسرا وخابت وضلت

فأما أخو التقوى الصحيح ومن له .... يقين فلا يخشى اللتيا ولا التى

إذا ما تمنت نفسه الشيء ردها .... ولم يعطها عند المنى ما تمنت

يكلفها ما لا تريد وتشتهي .... وإن سئمت صرف الزمان وملت

ويمنعها من كل ما هويت ولا .... يملكها أمرا وإن هي زلت

وما تعبت نفس وهانت وأنصبت .... وذلت لرب الناس إلا وعزت

فيا رب فارزقني اليقين فإنه .... وتقواك رأس الدين فاجعله عدتي

وزدني علما نافعا وتوفني .... شهيدا ولا تدحض بذلك حجتي

وكفر ذنوبي رب واغفر خطيئتي .... وإن عظمت يوما لديك وجلت

وأخر حمامي رب حتى تميتني .... وقد كملت مني الفروض وتمت

قوله: وأخر حمامي..إلى آخره؛ يدل على صحة الرواية في أنه عليه السلام قال هذه الأبيات وهو في حال صغره لأنه قال: وقد كملت مني الفروض وتمت؛ فدل على أنها حال إنشائه لهذا الشعر غير كاملة ولا تامة، وهذا لا يكون إلا وقت الصغر وقبل التكليف.

وله عليه السلام أشعار كثيرة أعرضنا عن ذكرها، وفي سيرته منها طرف، وكانت له فضائل وكرامات، ومحاسن في أخباره ظاهرات، وقد تركنا التعريض لما هذا حاله في كتابنا هذا، وإنما نذكر الإشارة إلى علم الإمام القائم من العترة -عليهم السلام-.

وبالجملة فلم نذكر بحمد الله إلا من يعترف بفضله عدوه قبل وليه، ويستوي في الإقرار به أوداؤه وأعداؤه وخصماؤه وأولياؤه، وظهر علمه واشتهر، وناظر الخصوم وقهر، مع الجهاد العظيم، والأخذ منه بالحظ الجسيم.

مخ ۳۵۱