243

هدایت راغبین

هداية الراغبين إلى مذهب العترة الطاهرين

ژانرونه

علوم القرآن

ومن كلام عمر رضي الله عنه: أنزلت نفسي في مال الله بمنزلة ولي اليتيم إن استغنى تركه، وإن افتقر أكل بالمعروف.

والهادي عليه السلام أنزل نفسه في مال الله بمنزلة الأمين على الوديعة يحفظها حتى يسلمها إلى أهلها بأمانتها غير مقترض منها ، ولا آخذ لها؛ فهذا ورع لم يبلغ أحد من الخلفاء إلى غايته، ولم يصل أحد من الأئمة إلى نهايته.

وقد ذكر الفقيه حميد رحمه الله في ورع الهادي عليه السلام أشياء كثيرة، من جملتها أن بعض العلويين طلب منه قرطاسا يكتب فيه، فقال للرسول: القرطاس لا يحل له، فدفع إلى الغلام ورقة قطن.

وروي أن الهادي عليه السلام قال لغلامه عبيدالله بن حذيف: اشتر لي تبنا أعلفه دوابي، فقال له: ليس نجد إلا تبن الأعشار، فقال عليه السلام: لا تشتر لنا منه شيئا وأنت تقدر على غيره ، قال عبيدالله بن حذيف : فلم أجد غيره فأمرت بعض الغلمان الذي يقوم على الخيل فأخذ منه كيلا معروفا حتى نشتري ونرد مثل ما أخذنا، فعلم الهادي عليه السلام فوجه إلى عبيدالله فكلمه بكلام غليظ، وقال له عبيدالله: إنا أخذنا كيلا منه معروفا حتى نرد مكانه.

فقال عليه السلام: لست أريد منه شيئا، ما لنا وللعشر خذوا هذا التبن فاعزلوه حتى يعلفه من يحل له، ولم يعلف منه خيله تلك الليلة شيئا، وأمر أن يطرح للخيل قضب؛ ثم قال: اللهم إني أشهدك أني قد أخرجت هذا من عنقي وجعلته في أعناقهم.

مخ ۲۸۷