242

هدایت راغبین

هداية الراغبين إلى مذهب العترة الطاهرين

ژانرونه

علوم القرآن

[ورعه وزهده وعبادته]

ونذكر جملة من ورعه عليه السلام وإشارة إلى فضله وعبادته وزهده وتواضعه؛ فكلها دلائل على كماله وشرف خصاله.

أما ورعه عليه السلام: فقال الفقيه الإمام حميد رحمه الله تعالى: كان عليه السلام في الورع والزهد والعبادة إلى حد تقصر العبارة عنه، والفهم عن الإحاطة به، وظهور ذلك يغني عن تكلف شأنه، إلا أنا نحكي قليلا من كثير مما يثلج قلوب ذوي الإيمان العارفين بحق العترة عليهم السلام.

روى مصنف سيرته عمن سمعه يقول: (والله الذي لا إله إلا هو ما أكلت مما جبيت من اليمن شيئا ولا شربت منه الماء) وروي عمن سمعه عليه السلام يقول : (ما أنفق إلا من شيء جئت به معي من الحجاز)، وهذا ورع شحيح، لأنه عليه السلام عف عن الحلال، إذ كان يجوز له أن يتناول من الجزية وأخماس المغانم وسوى ذلك من كثير من الأمور المباحة لمثله في الشرع النبوي عظمه الله. هذا كلام حميد رضي الله عنه.

وأقول: لو قال قائل بأن الهادي عليه السلام في هذا لم يسبقه إليه أحد من الأئمة والخلفاء لكان صادقا ؛ هؤلاء الخلفاء من الصحابة هم قدوة المسلمين وعظماء أهل الدين، كانت لهم أرزاق فرضوها لأنفسهم في مال الله مما يسوغه الشرع النبوي زادهم الله شرفا، وأعظمهم مرتبة في ورعه ، وأشرفهم عند الله مزية في فضله؛ كان يأخذ من مال الله على زهده ما تمس إليه الحاجة، وينسد به فاقته، وعمر رضي الله عنه على تقشفه، وأبو بكر رضي الله عنه على زهده كانا يأخذان من مال الله ما يبيحه الشرع الشريف من دون إفراط ولا إسراف.

مخ ۲۸۶