211

هدایت راغبین

هداية الراغبين إلى مذهب العترة الطاهرين

ژانرونه

علوم القرآن

وشخصت أبصار العلماء في زمانه إلى لقاء غرته، وامتدت أعناق الفضلاء في أوانه إلى ورود حضرته، واشتاقت نفوس الأولياء والزهاد إلى مراجعته، وتطلعت قلوب الأصفياء والعباد إلى أنوار طلعته، وكان عيانه أبلغ من سماعه، واختباره أفضل من أخباره، وما يشاهد فيه من الفضل أعظم مما يحكى عنه، وما يعاين فيه من الزهد أجل مما نخبر به منه، وما يعلم من العلم أوسع مما يوصف فيه، وما يتحقق منه من الورع أكمل مما يضاف إليه.

ولو ادعيت العصمة لأحد بعد الأنبياء عليهم السلام لادعيت للقاسم بن إبراهيم، ولو جازت النبوة في أحد بعد محمد صلى الله عليه وآله وسلم لجازت في القاسم بن إبراهيم، وقد ورد هذا في الحديث فيما رواه أئمتنا وأهلنا وعلماؤنا: ((مسلوب الرباعيتين من أهل بيتي لو كان بعدي نبي لكان هو)) ولو كان الأتباع في الدنيا على قدر العلم والفضل والزهد لكان من في الدنيا كلها من فرق الإسلام على مذهب القاسم بن إبراهيم.

بل لو وقف التقليد في الفروع على الإتقان في الرواية، ومجرد الصدق والعادلة، وصحة التقى والطهارة؛ لكان القاسم عليه السلام أحق الأئمة كافة بتقليده، وأولاهم بالرجوع إلى قوله واجتهاده.

ومن أنصف وبحث وطالع السير والأخبار، ونقب عن الأحوال والآثار؛ يعرف صحة ما قلناه، وتحقق صدق ما ذكرناه، ومن جعل القاسم بن إبراهيم بينه وبين الله تعالى فقد نجا.

مخ ۲۵۵