هدایت راغبین
هداية الراغبين إلى مذهب العترة الطاهرين
ژانرونه
فلم أزل به أداريه وألطف به حتى طابت نفسه لي بذلك، فجهزني إلى (الكوفة) ثم قال لي: إذا صرت إليها فاسأل عن دور بني حي، فإذا دللت عليها فاقصدها في السكة الفلانية، وسترى في وسط السكة دارا لها باب صفته كذا وكذا فاعرفه واجلس بعيدا منه في أول السكة، فإنه سيقبل عليك عند المغرب كهل طوال مصفر مستور الوجه، قد أثر السجود في جبهته ، عليه جبة صوف ، يستقي الماء على جمل ، وقد انصرف يسوق الجمل لا يرفع القدم ولا يضعها إلا ذاكرا لله عز وجل ودموعه تنحدر.
فقم فسلم عليه وعانقه فإنه سيذعر منك، فعرفه بنفسك وانتسب له، فإنه يسكن إليك ويحدثك طويلا، ويسألك عنا جميعا، ويخبرك بشأنه ولا يضجر من جلوسك معه، فلا تطل فإنه سوف يستعفيك من العودة إليه، فافعل ما يأمرك به من ذلك، فإنك إن عدت إليه توارى منك واستوحش منك، وانتقل من موضعه وعليه في ذلك مشقة.
فقلت له: أفعل كلما أمرتني به؛ ثم جهزني إلى الكوفة وودعته وخرجت، ولما وردت الكوفة فعلت ما أمرني به فلما غربت الشمس إذ أنا به يسوق الجمل، وهو كما وصف لي أبي، فقمت إليه فعانقته فذعر مني كما يذعر الوحش من الأنس فقلت: يا عم أنا يحيى بن الحسين بن أخيك فضمني وبكى حتى قلت: قد جاءت نفسه؛ فأناخ جمله، وجلس معي، وجعل يسائلني عن أهله، وأنا أشرح له أخبارهم وهو يبكي.
مخ ۲۳۳