وذلك في بيت عثمان بن مظعون (¬1) فهموا أن يقطعوا مذاكيرهم ويتركوا التزويج (¬2) ويعتزلوا ويتعبدوا في الصوامع تبتلا (¬3) إلى الله تعالى فعلم النبي - صلى الله عليه وسلم - بذلك فغضب غضبا شديدا، ونهاهم، وأغلظ عليهم في القول وبالغهم في الكلام (¬4) ثم نزل قوله تعالى:{ يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين} (¬5) والله أعلم.
مسألة[1]: للعالم أحمد بن سعيد بن خلفان الخليلي في ابنة الأعجم من يكون أولى بتزويجها ؟ بين لنا ذلك.
الجواب: قال أحمد بن سعيد: إذا كان الأب أعجم فأولى ابنه إذا كان سنه عشر سنين لأنه أخوها والأخ أولى من أبناء العم فإن أشركتموهم معه (¬6) فقد أحسنتم وإن اكتفيتم بإذنه هو كفى.
قلت له[2]: في صبية يتيمة زوجها وليها بصبي مراهق (¬7)
¬__________
(¬1) هو عثمان بن مظعون بن حبيب القرشي، كنيته: أبو السائب. أسلم بعد ثلاثة عشر رجلا ، وهاجر الهجرتين وشهد بدرا، أول من مات بالمدينة من المهاجرين.، توفي: سنة 2 للهجرة .
انظر: ابن عبد البر / الاستيعاب، 3/ 1053.
(¬2) في النسخة (ب) (ويتركون التزويج).
(¬3) التبتل: هو الانقطاع عن النساء وترك النكاح.
انظر: ابن منظور / لسان العرب، 2 /15 .
(¬4) أخرجه الطبري في تفسيره لقول الله تعالى: { يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين } 5/11 ، 12.
(¬5) سورة المائدة، الآية (87).
(¬6) سقط في النسخة (ب) (معه).
(¬7) المراهق: هو صبي قارب البلوغ، وتحركت آلته واشتهى.
انظر: علي بن محمد الجرجاني / كتاب التعريفات، حققه وقدم له: إبراهيم الابياري ، دار الكتاب العربي، بيروت، لبنان، الطبعة الثانية ( 1413ه 1992م )، ص266.
مخ ۱۳