263

جدك رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقد علم ما علمه المسيح وسائر النبيين وليس لنا حكم والحكم والأمر لك فإن تستكفي شره فإنه يكفيك فقال ويحك يا ابن العم فمن يركب إلي الليلة في خدمة بالساعة الثامنة من الليل وقد وصل الشرب والطرب إلى ذلك الوقت وأظهره بشوقه إلى أم الفضل فيركب ويدخل إلي ويقصد إلى ابنته أم الفضل وقد وعدها أنها تبات في الحجرة الفلانية في بعد مرقدي بحجرة نومي فإذا دخل داري عدل إليها وعهد الخدم ليدخلون إلى مرقدي فيقولون إن مولانا المأمون منا ويشهروا سيوفهم ويحلفوا أنه لا بد نقتله فأين يهرب منا ويظهرون إلي ويكون هذا الكلام إشعارهم فيضعون سيوفهم على مرقدي ويفعلون كفعل غيلانه في أبي فلا يضرني ذلك ولا تصل أيديهم إلي ويخيل لهم أنه فعل حق وهو باطل ويخرجون مخضبين الثياب قاطرة سيوفهم دما كذبا ويدخلون على المأمون وهو عند ابنته في داري فيقول ما وراءكم فيروه أسيافهم تقطر دما وثيابهم وأيديهم مضرجة بالدم فتقول أم الفضل أين قتلتموه فيقولون لها في مرقده فتقول لهم ما علامة مرقده فيصفون لها فتقول إي والله هو فتقدم إلى رأس أبيها فتقبله وتقول: الحمد لله الذي أراحك من هذا الساحر الكذاب فيقول لها: يا ابنة لا تعجلي فقد كان لأبيه علي بن موسى هذا الفعل فأمرت تفتح الأبواب وقعدت للتعزية ولقد قتله خدمي أشد من هذه القتلة ثم ثاب إلي عقلي فبعثت ثقة خدمي صبيح الديلمي السبب في قتله فعاد إلي وقال: إنه في محرابه يسبح الله فتغلق الأبواب ثم تظهر أنها كانت غشية وفاقت الساعة فاصبري يا بنية لا تكون هذه القتلة مثل تلك القتلة فقالت يا أبي هذا يكون قال: نعم، فإذا رجعت إلى داري وراق الصبح فابعثي استأذني عليه فإن وجدتيه حيا فادخلي عليه وقولي له: إن أمير المؤمنين شغب عليه خدمه وأرادوا قتله فهرب منهم إلى أن سكنوا فرجع وإن وجدتيه مقتولا فلا تحدثي أحدا حتى أجيئك، وينصرف إلى داره ترتقب ابنته الصبح فإذا اعترض تبعث إلي خادما فيجدني في الصلاة قائما فيرجع إليها بالخبر فتجيء وتدخل علي وتفعل ما قال أبوها وتقول ما منعني أن أجيئك

مخ ۳۰۵