174

الله هذا الخلق المنكوس وإنما يحشرون إلى النار وأما من يكون حضرتي بكربلاء التي اختارها الله لي دون الأرض وجعلها معقلا لشيعتنا ومحبيهم ويقبل فيها أعمالهم ويشكر الله سعيهم وتكون لهم أمانا في الدنيا والآخرة ولا يبقى مطلوب من أهلي ونسبي وذراري وإخوتي وأهل بيتي ويسير برأسي إلى يزيد بن معاوية لعنه الله ولعن كل ظالم لهم، فقالت له الجن: والله يا حبيب الله وابن حبيبه لو لا أن أمرك أمر الله وطاعتك ذلك لا يجوز لنا مخالفته لخالفناك وقتلنا جميع أعدائك قبل أن يصلوا إليك فقال لهم (عليه السلام) ونحن بالله عليهم أقدر ولكن ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة

فكان هذا من دلائله (عليه السلام).

وعنه عن الحسين بن علي الصائغ عن محمد بن شهاب الوشاء عن كثير بن وهب عن الحدا ابن يونس بن ظبيان عن جابر بن يحيى المعبراني عن سعيد بن المسيب قال لما استشهد أبو عبد الله الحسين (عليه السلام) وحج الناس من قابل دخلت على سيدي علي بن الحسين (عليهما السلام) فقلت له يا مولاي قد قرب الحج فما ذا تأمرني قال امض على نيتك فحججت فبينما أنا أطوف بالكعبة فإذا نحن برجل مقطوع اليدين ووجهه كقطع الليل المظلم متعلقا بأستار الكعبة وهو يقول اللهم رب هذا البيت الحرام اغفر لي وما أحسبك تغفر لي ولو شفع لي سكان سماواتك وجميع من خلقت لعظم جرمي قال سعيد بن المسيب فشغلنا وشغل جميع الناس من الطواف حتى حف به الناس واجتمعنا عليه وقلنا له يا ويلك لو كنت إبليس لعنه الله لكان ينبغي أن لا ييأس من رحمة الله فمن أنت وما ذنبك فبكى وقال يا قوم أنا أعرف بنفسي وذنبي وما جنيت فقلنا له تذكره لنا فقال إني كنت جمالا لأبي عبد الله الحسين بن علي (عليهما السلام) لما مر من المدينة إلى العراق وكنت أراه إذا أراد الوضوء للصلاة فإذا يضع سراويله فأرى التكة تغشي الأبصار بحسن إشراقها وألوانها وكنت أتمناها إلى أن صرنا بكربلاء فقتل الحسين بن علي (صلوات الله عليه) وأنا معه فدفنت

مخ ۲۰۷