هيجل: لنډه مقدمه
هيجل: مقدمة قصيرة جدا
ژانرونه
وقد عبر هيجل في مقال سابق عن إعجابه باعتراضات شيلر على وجهة نظر كانط فيما يتعلق بالطبيعة البشرية، ولا سيما فكرة أن هذا التنافر لم يكن حقيقة سرمدية في الطبيعة البشرية، بل مشكلة تحتاج إلى حل. ومع ذلك، لم يقبل فكرة أن التربية الجمالية هي الوسيلة الصحيحة للتغلب على هذه المشكلة، بل كان يرى أنها مهمة الفلسفة.
حياة هيجل
بعد أن أنهى هيجل دراسته الثانوية بنجاح غير معتاد، حصل على منحة دراسية في كلية لاهوتية شهيرة بمدينة توبينجن؛ حيث درس الفلسفة وعلم اللاهوت. وهناك أصبح صديقا للشاعر هولدرلين وطالب آخر أصغر منه سنا ويتمتع بموهبة كبيرة يحمل اسم فريدريش شيلنج. وقد حقق شيلنج شهرة وطنية بوصفه فيلسوفا قبل أن يسمع أي أحد عن هيجل. وعندما تراجعت شهرته أمام شهرة هيجل، اتهم صديقه القديم بسرقة أفكاره. وعلى الرغم من أنه قليلا ما تقرأ أعمال شيلنج هذه الأيام، فإن التشابه بين آرائه وآراء هيجل يضفي بعض المصداقية على هذا الاتهام، شريطة أن نتغاضى عن الكم الهائل من الأفكار الذي أضافه هيجل على النقاط المشتركة بينهما.
شكل : فريدريش شيلر (1759-1805).
عقب إنهاء دراساته في توبينجن، قبل هيجل وظيفة معلم خاص لدى أسرة غنية في سويسرا، ثم قبل وظيفة مماثلة في فرانكفورت. وفي أثناء هذه الفترة، واصل هيجل قراءاته وتأملاته حول المسائل الفلسفية. كما كتب مقالات، ليس بغرض النشر، بل لتوضيح أفكاره. وتظهر تلك المقالات أنه كان يتجه نحو أفكار متطرفة. فقارن المسيح بسقراط، وأدت به المقارنة على نحو قاطع إلى أن المسيح معلم أقل من سقراط فيما يتعلق بالأخلاق. ويرى هيجل أن الأرثوذكسية عائق أمام استعادة الإنسان لحالة التناغم؛ إذ تجعل الإنسان يخضع قواه الفكرية إلى سلطة خارجية. وظل هيجل بقية حياته محافظا على بعض من موقفه من الأرثوذكسية، إلا أن أفكاره المتطرفة انحسرت لدرجة أنه في وقت لاحق اعتبر نفسه مسيحيا لوثريا، وأخذ يحضر الطقوس الدينية الخاصة بالكنيسة اللوثرية بانتظام.
وعند وفاة والده في عام 1799، وجد هيجل أن والده قد ترك له ميراثا متواضعا. فتخلى عن وظيفة المعلم الخاص، وانضم إلى صديقه شيلنج في جامعة ينا بمدينة فايمار الصغيرة. كان شيلر وفيخته موجودين في جامعة ينا، وكان شيلنج قد أصبح مشهورا في ذلك الوقت، أما هيجل فلم يكن قد نشر فعليا أي شيء، وكان قانعا بتقديم محاضرات خاصة، بحيث يزيد دخله فقط من المقابل الزهيد الذي كان يحصل عليه من المجموعة الصغيرة من الطلاب - أحد عشر طالبا في عام 1801، وثلاثين طالبا في 1804 - التي كانت تأتي للاستماع له.
نشر هيجل أثناء وجوده في جامعة ينا كتيبا طويلا حول الاختلافات بين فلسفة فيخته وفلسفة شيلنج، وكان في كل حالة يفضل رأي شيلنج على رأي فيخته. في تلك الأثناء، أسس هو وشيلنج مجلة «كريتيكال جورنال أوف فيلوسوفي»، التي كتب بها عدة مقالات، ثم ترك شيلنج جامعة ينا في عام 1803، وبدأ هيجل في إعداد أول أعماله الرئيسية؛ ألا وهو كتاب «فينومينولوجيا العقل». ونظرا لأن ميراثه كان قد استنزف في ذلك الوقت، كان هيجل بحاجة ماسة إلى المال، فقبل بعقد لناشر قدم له دفعة مسبقة من مستحقاته، لكن العقد تضمن شروطا جزائية صارمة في حال عجزه عن إرسال نسخة الكتاب قبل موعد التسليم الذي كان في 13 أكتوبر 1806. وقد كان هذا هو اليوم الذي احتل فيه الفرنسيون مدينة ينا عقب انتصارهم على القوات البروسية. كان على هيجل أن يسرع في إنهاء الأجزاء الختامية من الكتاب حتى يتمكن من تسليمه في الموعد المحدد، ثم كانت الصدمة عندما اكتشف أنه لا بديل أمامه سوى إرسال نسخة الكتاب، التي كانت النسخة الوحيدة التي يمتلكها، وسط حالة الارتباك التي خلفها وصول الجيوش المتحاربة خارج ينا. ولحسن حظه وصلت نسخة الكتاب دون مشاكل، وظهر الكتاب في أوائل عام 1807.
اتسم رد الفعل المبدئي تجاه الكتاب بالاحترام، وإن لم يكن حماسيا. انزعج شيلنج - على نحو مفهوم - عندما وجد أن مقدمة الكتاب تضمنت هجوما جدليا على ما بدت أنها أفكاره. أوضح هيجل في خطاب له أنه لم يكن يقصد نقد شيلنج، وإنما قصد فقط نقد مقلديه عديمي الكفاءة. فرد عليه شيلنج بأن هذا التمييز لم يظهر في المقدمة، ورفض أن يهدأ. وهكذا انتهت صداقتهما.
عكر الاحتلال الفرنسي صفو الحياة في مدينة ينا. ونتيجة إغلاق جامعة ينا لأبوابها، عمل هيجل لمدة عام محررا صحفيا، ثم قبل وظيفة مدير للمدرسة الثانوية الأكاديمية بمدينة نورنبرج. وظل في هذه الوظيفة لمدة تسع سنوات، وكان ناجحا بها. وبالإضافة للمواد الدراسية المتعارف عليها بصورة أكبر، قام هيجل بتدريس مادة الفلسفة لطلابه، إلا أن أثر محاضراته على طلابه غير معلوم.
أصبحت حياة هيجل الأسرية مستقرة في نورنبرج؛ ففي ينا، أصبح أبا لابن غير شرعي، وكانت الأم هي صاحبة المكان الذي كان يعيش فيه، والمعروف عنها أن لديها طفلين غير شرعيين سابقين من عشاق آخرين. وفي عام 1811، تزوج هيجل، وهو في سن الحادية والأربعين، من سيدة من أسرة عريقة في نورنبرج. وكانت زوجته في نصف عمره بالكاد، لكن زواجهما - بحسب معرفتنا - كان سعيدا؛ فقد رزقا بولدين. وعقب وفاة والدة ابن هيجل الأول، كانت زوجته متسامحة بدرجة كافية لتحتضن ابنه غير الشرعي داخل أسرتها.
ناپیژندل شوی مخ