يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة .
1
وتحرك جيش المسلمين من المدينة قاصدا مكة ليفتحها، وليضع يده على البيت الحرام الذي جعله الله مثابة للناس وأمنا. تحرك هذا الجيش في عدد لا عهد للمدينة به؛ فقد بعثت القبائل، من سليم ومزينة وغطفان وغيرها من انضم إلى المهاجرين والأنصار وسار معهم في يلب
2
الحديد يسيلون في فسيح الصحراء، حتى كانوا إذا ضربوا خيامهم اكتست بها رمال البيداء فما يكاد يبدو منها للناظر شيء. تحركوا وأغذ هؤلاء الألوف سيرهم، وصاروا كلما تقدموا فيه انضم إليهم من سائر القبائل من زاد عددهم وزاد منعتهم، وكلهم ممتلئ النفس بالإيمان أن لا غالب لهم من دون الله.
وسار محمد على رأسهم وأكبر همه وكل تفكيره أن يدخل البيت الحرام من غير أن يهريق قطرة دم واحدة. وبلغ الجيش مر الظهران
3
وقد كملت عدته عشرة آلاف لم يصل إلى قريش من أمرهم خبر، فهي في جدل مستمر ماذا تصنع لاتقاء عدوة محمد عليها. أما العباس بن عبد المطلب عم النبي فقد تركهم في جدلهم وخرج مع أهله حتى لقي محمدا بالجحفة.
4
ولعل طائفة من بني هاشم كانت بنبأ أو شبه نبأ من خروج النبي، فأرادت أن تلحق به دون أن يصيبها أذى. فقد خرج سوى العباس أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ابن عم النبي، وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة ابن عمته، حتى اتصلا بجيش المسلمين بنيق العقاب، واستأذنا على النبي، فرفض أن يأذن لهما، وقال لزوجه أم سلمة حين كلمته في أمرهما: لا حاجة لي بهما. أما ابن عمي فقد أصابني منه سوء. وأما ابن عمتي وصهري فقد قال بمكة ما قال. وبلغ أبا سفيان هذا الكلام فقال: والله ليؤذنن لي أو لآخذن بيد بني هذا ثم لنذهبن في الأرض حتى نموت عطشا وجوعا. فرق محمد، ثم أذن لهما فدخلا عليه فأسلما.
ناپیژندل شوی مخ