د عیسى علیه السلام ژوند: په تاریخ کې او د نوي عصر کشفونه
حياة المسيح: في التاريخ وكشوف العصر الحديث
ژانرونه
وهل كان لتلك الآفة خلاص غير ذلك الخلاص؟
وهل كانت المسيحية إلا العقيدة التي تدعو إلى خلاصها من حيث يرجى، وهيهات لها في غيره خلاص؟
وتقطعت الأسباب بين الأمم وبين الطوائف وبين الآحاد، واتسم العصر كله بالعصبية في السائد والمسود والحاكم والمحكوم.
الروماني سيد العالم بحقه، والإسرائيلي سيد العالم بحق إلهه، واليوناني والآسيوي والمصري كل منهم سيد الأمم، وكل منهم مثال الهمجية، والمولى يخرج العبد من زمرة الآدميين، والعبد يمقت السيد مقت الموت، أو يفضل الموت على الرق الذي يجمع عليه بين الذل والألم والجوع، وأبناء الأمة الواحدة طوائف تشيع بينها التهم وتعمها البغضاء.
ويأتي إلى هؤلاء البشير المنظور، فماذا يقول لهم إن لم يقل لهم إن الله رب بني الإنسان، وإنه هو ابن الإنسان، وإن الحب أفضل الفضائل، وأفضل الحب حب الأعداء، وإن الكرم أن تعطي فوق ما تسأل، وأن تعطي بغير سؤال، وإن ملكوت السماوات لا تفتحه الأموال، وإن ما لقيصر لقيصر وما لله لله، وإن المجد الذي يتنازعه طلابه لا يستحق أن يطلب، وإن المجد الذي يستحق أن يطلب لا موضع فيه لنزاع.
ولم يأت هذا البشير فضولا على غير انتظار: أبناء قومه موعودون به في ذلك الزمن، وأبناء الأقوام ينتظرون شيئا لا يعرفونه، ولكنهم يعرفون أن زمانهم لا يطاق، وأن حالهم لا بد لها من تحويل.
أفلست العبادات، وجاء أحد المعبودين - قيصر رومة - فأحرق الأسفار والنبوءات، ولم يبق منها إلا ما هو أقرب إلى الفن في محراب أبولون إله الفنون.
أما العبادة التي لم تفلس، فقد كان رأس مالها كله نسيئة منتظرة، وهذه علامات السداد يستبشر بها المصدق، ولا يمجدها المنكر، وإنما هو خلاف على العلامات، وعلى مصداقها من العيان والسماع.
لقد كانت الدعوة طباق الزمن، وقد بدأت في أوانها لم تتقدم ولم تتأخر، وكفى بذلك برهانا على موقعها الصحيح من التاريخ، فقد كان بلاء الناس أنهم خربوا باطنهم وعمروا ظاهرهم، فجاءهم الرجاء الذي يصلح لذلك البلاء؛ بشارة لا تبالي أن يخرب ظاهر الدنيا كله إذا سلم للإنسان باطن الضمير.
وهذه هي دعوة السيد المسيح كما ساقها الغيب وترقبها العالم الذي سيقت إليه، ولو لم تكن هي طلبته يومئذ لما استولت عليها أربعة قرون.
ناپیژندل شوی مخ