============================================================
الشروق، ولا تشاهدها وقت الأصيل. وحولها من الأودية خنادق لا يعرف فيها الهلال إلا بوصفه، ولا الشهر إلا بنصفه . وأما الطريق إليها فيزل الذر عن منتهاه(1) ، ويكل طرف الطرف عن سلوك سهلها فضلا عن حزنها وبها من التتار فرق زيادتهم(2) قد بذلوا دونها النفوس، وتدرعوا للذب عنها البوس، وأقدموا على شرب كأس الحمام خوفأ أن يكفرهم التكفور، أو يحرمهم خليفتهم الحاكم بها كيتا نكوس، وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم، وفسح في ميدان الضلالة(3) آمالهم، فلما تراءت (4) الفتيان(5) نكص على عقبيه، وترك كلا منهم يعض من الندم يديه(3) .
وحين أمر مولانا السلطان خلد الله سلطانه(7) الجيوش المنصورة بالنزول عليها والهجوم من خلفها ومن بين يديها ذللت مواطىء جياده(8) صهوات(9) تلك الجبال، وأحاطت بها من كل جانب إحاطة الهالة بالهلال، وسلكوا إليها تلكا المخارم، وقد تقدمهم الرعب هاديا، وأقدموا/117/ على قطع تلك المسالك والممالك بالأموال والأنفس ثقة بأنهم لا ينفقون نفقة صغيرة ولا كبيرة، ولاا يقطعون واديا. فلم يكن بأسرع من أن طار(10) إليهم الحمام في أجنحة السهام، الا وخضبت الأحجار تلك الغادة العذراء بالدماء للضرورة وللضرورة(11) أحكام.
وأزالت النقابة (12) عنها نقاب احتشامها، ودنت (12) في مفاصلها دبيب السقم في عظامها مع أنها مسفرة مشرفة(14) على الصخر الذي لا مجال فيه للحديد، ولكن اله أعز بالنصر سلطاننا فجاءت أسباب الفتح على ما نريد. وأقيمت بالمجانيق المنصورة أمامها فأيقنوا بالعذاب الأليم، وشاموا بروق الموت من عواصف أحجارها التي ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم، وساهموها صلاة الخوفر15) فلسهامها الركوع، ولبروجهم السجود ولقلعتهم التسليم. ولم نزل نشن (1) في تاريخ السلاطين: "متنها" .
(2) في تاريخ السلاطين : زيادة : "وبها من الأرمن غصب جمعهم التكفور، ومن التتار فوق زيادتهم لمتغوير قد.
(3) كذا في الأصل.
(4) كذا في الأصل.
(5) في تاريخ السلاطين : "الفئتان" .
(6) في تاريخ السلاطين : "على يديه" .
(7) في تاريخ السلاطين : "ملكه" .
(8) في تاريخ السلاطين : "جيادها" .
(9) في الأصل : "صهولت".
(10) أي تاريخ السلاطين : "في تاريخ السلاطين : "طال" .
(11) في تاريخ السلاطين: "وللضرورات". (12) في تاريخ السلاطين : "البغاية" .
(13) في تاريخ السلاطين: "ربت" .
(14) في تاريخ السلاطين : "مع أنها مستقرة على" .
(15) في تاريخ السلاطين : "صلاة الحرب" .
مخ ۱۰۰