65

هوا جديده

حواء الجديدة

ژانرونه

إني حزينة جدا يا موريس، وأشعر بشديد الحاجة إلى تعزيتك، أكاد أندم على تعهدي لخطيبتك إن أغفلك، ولكني أجالد قلبي وأغالب غيرتي ووجدي، أمس ضربت على البيانو اللحن الذي كنت تحبه، وغنيته أنا وفانتين، فهاجت عواطفي نحوك فتفجر الدمع من عيني، وأدركت فانتين أن قلبي يحاربني.

2 مايو

عدت وفانتين في هذا المساء من القناطر الخيرية، قصدت إلى هناك؛ لأن صدري ضاق من الوحدة، كان الهواء لطيفا جدا، ولكن لم يستطع أن ينفس كربي، كنا كل الوقت نذكر نزهتنا السابقة إذ كنت إلى جنبي تحت الشجرة، وكانت أشعة الحب تشع من روحينا، ذكرنا كل كلمة قلتها، وقلدنا كل حركة فعلتها، كنت اليوم مبتهجة بهذه الذكرى.

ذكرت فانتين اسمك مقرونا بميراي، فهاجت غيرتي واسترسلت بالبكاء، ولم ألبث أن اعترتني نوبة ضيق النفس، توهمت أن ملاك الموت يقبض على عنقي لكي يخنقني، أغلق باب رئتي وخلت روحي صارت بين ترقوتي ولكنها لا تستطيع الخروج، مزقت ثوبي عن صدري، آه لو كنت معي لنفخت في فمي نسمة الحياة.

أصبحت يا موريس شديدة الاعتقاد بالبخت؛ لأني قضيت حياتي القصيرة مجاهدة في استرداد مكانتي الأدبية؛ لكي أحصل على الهناء فذهب جهادي أدراج الرياح، ألوف أدنس مني يهنأون وأنا أشقى، أليس السر في البخت؟ لما عرفك قلبي واحتواك قلت في نفسي: سيكون موريس موضوع سروري في بقية أيامي وتعزيتي في آخر حياتي، فحسبي هذا جزاء طيبتي وجهادي، ولكن انظر ما أسوأ بختي! لم أكد أقف نفسي لك بجملتي حتى بدا من عالم الغيب ما أبعدك عني، ألا تعزو هذا إلى البخت؟

15 مايو

رأيتك أول أمس مع ميراي في مركبة واحدة في الجزيرة، فغلت غيرتي في صدري حتى أطارت صوابي، عرتني نوبة ضيق النفس شديدة جدا حتى خافت فانتين أن تكون قاضية علي، فأسرعت بي إلى البيت، ودعت الدكتور بوشه في الحال فعالجني حتى هدأ روعي، وكان يحسب حسابا لانقضاء أجلي، في تلك الليلة لاحظت أن فانتين المسكينة بكتني في خلوتها، ما أطيب هذه الفتاة يا موريس! أرجو منك أن تلتفت إليها لأجلي، حفظت لها من حلاي خاتما نفيسا جزاء أمانتها وفضلها.

أتيت إلي ليلتئذ تسترضيني وأنا في منتهى انفعالي، فعاودتني النوبة شديدة، حزنت جدا إذ تركتني مع أني علمت أن فانتين أشارت عليك بذلك حرصا على سلامتي.

عادني بعض أصدقائي أمس واليوم ومن جملتهم الأمير، وقبل أن يبرح وضع في كف فانتين ورقة بخمسين جنيها فردتها له قائلة: «إن إيفون تغضب جدا»، ولم تدعه يخرج حتى استردها.

أشعر أن أيامي أصبحت معدودة، وأتوقع الموت كما يتوقعه المحكوم عليه به، أرى الدقائق طويلة جدا وأحتار كيف أقتلها، لو كنت معي لمر ما بقي من عمري القصير كالحلم، الطبيب يحقن ذراعي بمقو للقلب لكي يقوي قلبي الضعيف، كأنه يحاول أن يمد أجلي وما درى أنه عمر شقائي وعذابي، ليت بقية حياتي تختزل بربع ساعة تكون أنت فيها إلى جنبي.

ناپیژندل شوی مخ