وقال بعضهم لأبي هاشم : ما أحسن جمعك لمعاني كتب أبي علي واختصارك لكلامه .
فقال : قد دست كتبه دوسا ، وأكلتها وشربتها درسا ، فعرفتها ظهرا وبطنا . قلنا : إلا ما كان من تفسير القرآن وسائر علومه ، فإنه لم يكن لأبي هاشم فيه تقدم ، والدليل على ذلك أنه قال في كتاب الاجتهاد لظنه آية التحدي في سورة البقرة : ( وسورة البقرة عندهم في ظني مدنية ) ، وهذا عجيب من مثل أبي هاشم ، وآيات التحدي في ستة مواضع من القرآن ، والأمر في سورة البقرة أنها مدنية أشهر من أن يشك فيه متعلم فضلا عن عالم .
وأملى أبو علي جميع كتبه من حفظه ، وهي مائة وعشرون ألف ورقة ، وما رأى أحد معه دفترا قط إلا في أيام تعلمه ، وليس في بيته إلا مصحف وتقويم .
ومعلوم أن الإنسان لا يبلغ هذا المبلغ إلا بعد الجهد الشديد والتعب الكبير .
مخ ۸۱