حاشیې الترتيب لأبي ستة

Abu Sitta Al-Mahashi d. 1088 AH
186

حاشیې الترتيب لأبي ستة

حاشية الترتيب لأبي ستة

وقوله: »وإن ذكر المنسية على هذا القول وهو في الصلاة إلخ« يقتضي أنه على غير هذا القول ليس الحكم كذلك وهو الظاهر، فإنه على القول بأنه لا يجوز له أن يؤخرها مقدار ما يصليها فيه تفسد إذا كان الوقت متسعا، وكان صاحب القواعد رحمه الله ماشيا على هذا القول، فإنه جعل من مفسدات الصلاة تذكر صلاة فرض يجب ترتيبها عليه، إلا أن ظاهره أنها إنما فسدت لأجل وجوب الترتيب، ولك أن تقول ولأجل وجوب المبادرة، وأما على القول بأنها واجبة وجوبا موسعا فالظاهر أنها لا تفسد ولا يجعلها نافلة والله أعلم، والظاهر أنه تجب المبادرة إليها ويصليها أداء، أما الأول فلقوله عليه السلام: "فليصلها إذا ذكرها" فأمر بصلاتها وقت تذكرها والأصل في الأمر الوجوب، وأما الثاني فلما ثبت من أمره عليه السلام بلالا حين نام حتى طلعت عليه الشمس أن يؤذن فأقام فصلى، ولما ذكروه من أن من تذكر في السفر حضرية يصليها سفرية، ومن تذكر في الحضر سفرية يصليها حضرية، وكذا النائم فلو كان ذلك وقت قضائها لوجب عليه الإتيان بها كما وجبت قبل ذلك كالعامد، ولأن النائم والناسي معذوران فلا يجب عليهما شيء إلا بعد التذكر والانتباه والله أعلم.

قوله: »والصلاة الوسطى صلاة العصر وقوموا لله قانتين« إلخ ظاهره أنها رضي الله عنها أملت عليه ذلك ليكتب في المصحف، وأن الجميع قد نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولعلها قراءة شاذة، ولذلك اختلف العلماء في الصلاة الوسطى فإن كل واحدة قابلة لذلك.

قال البغوي في قوله: {حافظوا على الصلوات}[البقرة:238] أي واظبوا وداوموا على الصلوات المكتوبات بمواقيتها وحدودها وإتمام أركانها، ثم خص من بينها الصلاة الوسطى بالمحافظة عليها دلالة على فضلها، والوسطى تأنيث الأوسط، ووسط الشيء خيره وأعدله.

مخ ۱۸۷