168

============================================================

فإن كان قريبا جيء باسم الإشارة مجردا من الكاف وجوبا، ومقرونا ب (ها) التنبيه جوازا؛ تقول: (جاءني هذا) و (جاءني ذا)، وليعلم أن (ها) التنبيه تلحق اسم الإشارة بما ذكرته بعد من أنها إذا لحقته لم تلحقه لام البعد.

وإن كان بعيدا؛ وجب اقترانه بالكاف: إما مجردة من اللام؛ نحو: (ذاك) أو حفظ حجة على غيره فليفهم (قوله فإن كان قريبا إلخ) أي: ولو حكما ليدخل نحو: هذا يوم القيامة آت (قوله وليعلم أن ها التنبيه تلحق اسم الإشارة) الأولى تدخل على اسم الإشارة؛ لأن اللحوق في الغالب إنما يكون للآخر كما لا يخفى، وفي هذا الكلام إشارة إلى أنها ليست من اسم الإشارة، وإنما تدخل عليه للتنبيه على المشار إليه قبل لفظه كما ينبه بها على النسب الإسنادية نحو قوله تعالى: هكأنتم أولاو [ال عمران: 119) وقولك ها زيد قائم وها أن زيدا قائم، وهي حرف إجماعا، ودخولها على المجرد كثير وعلى المقرون قليل ومنه قوله: رأيت بني غبراء لا ينكرونني ولا أهل هذاك الطراف الممدد ودخولها على المقرون بالكاف في المثنى والجمع ممنوع في الفصيح، وفصلها عن اسم الإشارة المجرد بالضمير مغتفر وبغيره سوى الكاف والقسم أو به وهو مقرون غير مغتفر (قوله وإن كان بعيدا) أي: ولو حكما إما لعظمة المشير كقوله تعالى: وما تلك بيمينك يموسى ر: 17) أو لعظمة المشار إليه كقوله تعالى: { ذلكم الله ربكم) (الانعام: 102)" أو لعظمتهما كقوله تعالى: ألم . ذلك الكتب} (البقرة: 22، [الحديد: 14) (قوله وجب اقترانه) أي: اسم الإشارة مطلقا كما هو الظاهر فتلحق جميع ألفاظ المؤنث.

لكن قال القاضي زكريا لا تلحق الكاف أسماء الإشارة المؤنثة إلا تي وتا وذي قالوا تيك وتيلك وتلك بكسر التاء في الثلاثة. وتيك وتلك بفتح التاء فيهما وتالك وذيك انتهى.

(قوله بالكاف) أي: الحرفية لا الاسمية، ويؤيد ذلك كما قال الرضي: امتناع وقوع الظاهر موقعها ولو كانت اسمأ لم يمتنع ذلك كما في كاف ضربك وأيضا لو كانت اسما لصح جرها بالإضافة واسم الإشارة؛ لملازمته التعريف لا يضاف فإذن لا محل(1) لها من (1) اذ لا يظهر إلا الإضافة وهي ممتنعة كما علمت. منه.

مخ ۲۰۷