159

============================================================

ثم اسثنيت من هذه القاعدة صورتين؛ يجوز فيهما الفصل مع التمكن من الوصل.

وضابط الأولى: أن يكون الضمير ثاني ضميرين؛ أولهما أعرف من الثاني، وليس مرفوعا؛ نحو: (سلنيه) و (خلتكه) يجوز أن تقول فيهما (سلني إياه) و (خلتك اياە). وإنما قلنا: (إن الضمير الأول في ذلك أعرف)؛ لأن ضمير المتكلم أعرف من ضمير المخاطب، وضمير المخاطب أعرف من ضمير الغائب.

مع أن القياس هنا الاتصال بأن يقول(1) يزيدوهم أو يزيدون أنفسهم فضرورة ، أو أن فاعل يزيد ضمير الذكر، ويكون هم المنفصل تأكيدا لهم المتصل، فلا يكون مما نحن فيه (قوله ثم استثنيت من هذه القاعدة) أي: السابقة وهي مهما أمكن أن يؤتى إلخ. والقاعدة: قضية كلية منطبقة على أحكام جزئياتها، فإن قلت : قد شاع أن الاستثناء من القاعدة لا يجوز. قلت: ذلك في القاعدة العقلية القطعية، وما نحن فيه ليس كذلك كما لا يخفى (قوله أن يكون الضمير) أي: المراد انفصاله ثاني ضميرين، فلا يجوز الأمران في نحو زيد ضربه عمرو والعبد سل زيد إياه، بل يجب الاتصال في الأول والانفصال في الثاني.

ويشترط أيضا أن يكون أولهما، أي: الضميرين، أعرف من الثاني، احترازا من نحو: أعطيته إياك وأعطيته إياه فيتعين الانفصال إلا فيما قل من نحو قول عثمان رضي الله تعالى عنه: أراهمني (2) الباطل شيطانا . وقول الشاعر: لوجهك في الإحسان بسط وبهجة أنا لهماه(3) قفو أكرم والد لكن اغتفر الوصل؛ لاختلاف لفظي الضميرين، ويشترط أيضا أن يكون الضمير الأول، غير مرفوع، احترازا من نحو ضربته فيجب فيه الاتصال. وأما قوله: بالباعث الوارث الأموات قد ضمنت إياهم الأرض في دهر الدهارير فضرورة ولولاها لقال ضمتهم (قوله سلنيه) من سأل بمعنى استعطى لا بمعنى استفهم (1) الأول رأى الجمهور، والثاني ظاهر رأى المصنف في المفني. منه.

(2) والأصل أراهم الباطل إياي شيطانا أي: أرى الباطل القوم أني شيطان. منه .

(3) والأصل انا لهما إياه. منه.

(19))

مخ ۱۹۱