158

============================================================

و (أنا) مبتدأ؛ والمبتدأ حكمه الرفع، و (إياك أكرمت) و (إياك): مفعول مقدم؛ والمفعول حكمه النصب، ولا يجوز أن يعكس ذلك؛ فلا تقول: (إياي مؤمن) و (أنت أكرمث) وعلى ذلك فقس الباقي. وليس في الضمائر المنفصلة ما هو مخفوض الموضع، بخلاف المتصلة.

ولما ذكرث أن الضمير ينقسم إلى متصل ومنفصل؛ أشرث بعد ذلك إلى أنه مهما أمكن أن يؤتى بالمتصل فلا يجوز العدول عنه إلى المنفصل؛ لا تقول: (قام أنا)، ولا (أكرمت إياك)؛ لتمكنك من أن تقول: (قمت) و (أكرمتك)، بخلاف قولك: (ما قام إلا أنا) و (ما أكرمت إلا إياك)؛ فإن الاتصال هنا متعذر؛ لأن (إلا) مانعة منه؛ فلذلك جيء بالمتفصل: أصالة وإلا فقد تقع في محل الجر والنصب بطريق العارية نحو: إن ترن أنا أقل} (الكهف: 36) فأنا في محل نصب تأكيد للياء(1) وسمع من كلامهم: ما أنا كانت ولا أنت كانا (قوله ليس في الضماثر المنفصلة ما هو مخفوض الموضع) أي: لا بالإضافة ولا بالحرف؛ لأن المنفصل ما يصح الابتداء به وهذا المجرور لا يصح فيه ذلك (قوله مهما أمكن) فيه إشارة إلى أنه إذا لم يمكن إلا الانفصال ارتكب وذلك كما إذا حصر بإلا أو بإنما، أو رفع بمصدر مضاف لمنصوب أو صفة جرت على غير صاحبها(2)، أو أضمر عامله، أو أخر، أو كان معنويا، أو حرف نفي، أو فصله متبوع، أو ولي واو مع أو ما أو اللام الفارقة أو نصبه عامل في مضمر قبله غير مرفوع إن اتحدا رتبة أو كان منادى كذا قيل، فحقق المقام وكلف نفسك التمثيل (قوله فلا يجوز العدول عنه إلخ) لأن المقصود من وضع الضمائر الاختصار والمتصل أخصر من المنفصل فالعدول عنه مع إمكانه سفه، وأما قوله: ومسا أصاحب من قوم فأذكرهم إلا يزيدهم حبا إلي هم (1) وأقل مفعول ثاني لترني والمفعول الأول الياء. منه.

(2) مطلقا عند البصريين وإن أمن اللبس عند الكوفيين عبد الله: 190

مخ ۱۹۰