145

============================================================

وقد يكون منقطعا مثل: {هل أق عل الانسن حين ين الدهر لم يكن شيئا مذكدا (الانسان: 1)؟ لأن المعنى: أنه كان بعد ذلك شيئا مذكورا، ومن ثم امتنع أن تقول: لما يقم ثم قام؛ لما فيه من التناقص، وجاز: لم يقم ثم قام.

والثاني: أن (لما) تؤذن كثيرا بتوقع ثبوت ما بعدها، نحو: { بل لتا يذوقوأ عذاب [م: 8)؛ أي: إلى الآن ما ذاقوه وسوف يذوقونه، ولم لا تقتضي ذلك، ذكر هذا المعنى الزمخشري، والاستعمال والذوق يشهدان به.

والثالث: أن الفعل يحذف بعدها، يقال: هل دخلت البلد؟ فتقول: (قاربتها ولما)، تريد: ولما أدخلها، ولا يجوز: (قاربتها ولم).

والرابع: أنها لا تقترن بحرف الشرط، بخلاف (لم)، تقول: (إن لم تقم قمث)، ولا يجوز (إن لما تقم قمث).

أن لم يكن فإذا جعل النفي عقب شيء كان ذلك النفي غير ممتد في جهة ذلك الشيء، فكان بين التعقيب والامتداد تناف في الجملة، فلهذا امتنع التعقيب في لما دون لم (قوله وقد يكون منقطعا نحو هل أتى إلخ) مثل في المغني للمنقطع بقول الشاعر: فسان كنث ماكولا فكسن خير آكل وإلا فسادركني ولما أمزق وهو أولى من التمثيل بما هنا؛ إذ الكلام فيما إذا كان النفي غير مقيد، وهنا مقيد بالحين ولا شك أنه غير منقطع في الحين الذي قيد به، قاله صاحب عروس الأفراح (قوله تؤذن كثيرا بتوقع إلخ) احترز بقوله كثيرا عن نحو ندم إبليس ولما ينفعه الندم. وزعم بعضهم أن هذا الايذان لازم لها وليس بشيء، ثم هذا الفرق بالنسبة إلى المستقبل، وأما بالنسبة إلى الماضي فهما سيان في نفي التوقع وغيره، فمثال المتوقع أن يقال ما لي قمت فلما تقم أو لم تقم. ومثال المتوقع أن تقول ابتداء: لم يقم ولما تقم كذا في المغني فلا تغفل (قوله قد يحذف بعدها) أي: اختيارا بخلاف لم فإن الحذف بعدها ضرورة كقوله : احفظ وديعتك التي استودعتها يوم الأعارب إن وصلت وإن لم أي وإن لم تصل (قوله أنها لا تقترن بحرف الشرط) اقتصر على ذكر الحرف؛ لأنه 175

مخ ۱۷۵