سؤال:. سئل عن شيخنا الإمام الأعظم، شيخ الإسلام والمسلمين، وارث علوم الأنبياء والمرسلين، خاتم المجتهدين، فخر الملة والدين. عن المسائل الآتية، وهو أن المولى الأقدم والإمام المقدم جمال الحق والدين (قدس الله سره) قد ذكر في كتاب القواعد في بعض المواضع «على إشكال»، وفي بعضها «وفيه إشكال»، وفي بعضها «وفيه إشكال منشؤه كذا»، وفي بعضها «على رأي»، وفي بعضها «والأقرب كذا»، وفي بعضها «كان وجها»، وفي بعضها «على قولين» و«فيه قول» و«على قول» وفي بعضها «والأقوى كذا»، فلينعم ببيان ذلك مفصلا، أدام الله معاليه.
جواب: أدام الله أيامك أيها السائل. اعلم أن قوله (رحمه الله): «فيه إشكال» إشارة إلى أن دليلي الطرفين قد تعارضا ولا ترجيح. فتارة يكون وجه الإشكال ظاهرا فيهمله، اتكالا على ذهن الناظر، أو يحتاج إلى تطويل فيهمله أيضا، وتارة يكون مشكلا وهو مختصر فيذكره.
والفرق بين قوله: «على إشكال» و«فيه إشكال» أن في الأول يكون قد جزم بحكم ثم يحصل له إشكال بظهور معارض ولا ترجيح، وفي الثاني يكون التردد حاصلا في الابتداء، من غير جزم.
وإذا قال: «على رأي» يكون اختياره ما قبله. ونبه بقوله: «على رأي» على أن فيه خلافا لبعض الأصحاب.
وقوله: «في الأقرب» إشارة إلى وجه ترجيح لأحد دليلي الطرفين، لكن ذلك الترجيح لا يحصل به الجزم، فيكون أقرب، لكون أدلته أكثر من غير جزم.
وقوله: «كان وجها» إشارة إلى وجه الترجيح لأحد دليلي الطرفين، لكن لم يفت به أحد من الأصحاب، ولم يثبت الإجماع على خلافه.
وقوله: «على قولين» إشارة إلى الخلاف من غير ترجيح.
وقوله: «وفيه قول» إشارة إلى قول مخالف وهو ضعيف.
وقوله: «وقيل» إشارة إلى ضعف ذلك.
وقوله: «والأقوى» إشارة إلى قوة الدليل في ذلك الحكم، وضعف دليل نقيضه
مخ ۵۵