14- قال الشيخ الحر العاملي (رحمه الله) في ترجمة العلامة:
قرأ على المحقق الحلي والمحقق الطوسي في الكلام وغيره من العقليات، وقرأ عليه في الفقه المحقق الطوسي (1).
ونقله عنه آية الله السيد الخوئي (قدس سره)(2). ورد جملته الأخيرة صاحب الرياض قائلا:
ما حكاه الشيخ المعاصر. غير واضح من وجوه: منها أنه لم ينقل في أحد من الإجازات سوى أنه يروي العلامة عنه، وأما العكس فلم يوجد في موضع واحد (3).
وأيد بعض المعاصرين كلام الشيخ الحر ورد كلام الرياض قائلا:
أقول: ما ذكره المولى الأفندي في غير محله، إذ أن تدريس شخص لآخر في علم وحضور ذلك الشخص درس الآخر في علم ثان كان متعارفا في ذلك الزمان، فإن كل عالم كان يتخصص في علم يمتاز به على بقية العلماء فهو يدرس الآخرين بما تخصص به ويدرس عند نفس تلامذته بما تخصصوا به، والشواهد على هذا المطلب كثيرة أكثر من أن تحصى. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على وجود الحركة العلمية الكبيرة التي كانت في زمن العلامة، وعلى وجود الروح الصافية المتواضعة المتعطشة إلى طلب العلم عند العلماء آنذاك. وعدم نقل أحد لما ذكره الحر العاملي لا يدل على عدم وجوده، فكم من أشياء مهمة لم تنقل إلينا، بل الذي لم ينقل إلينا أكثر مما نقل. فما ذكره الحر لم يأت به من عند نفسه، بل اعتمد فيه على مصدر مهم اقتنع بصحته فنقله (4).
أقول: واضح أنه لم يورد دليلا على صحة كلام الشيخ الحر العاملي وقد اكتفى بالادعاء فقط، وأما قوله: «ما ذكره الحر. اعتمد فيه على مصدر مهم.» فقد عثرنا على كثير من أمثال هذه الاشتباهات في أمل الآمل
مخ ۴۲