142

هاشیه ارشاد

حاشية الإرشاد ـ مقدمة

ژانرونه

أسوة الفضلاء المحققين، مفتي الفرق، الفاروق بالحق، حاوي فنون الفضائل والمعالي، حائز قصب السبق في حلبة الأعاظم والأعالي، وارث علوم الأنبياء والمرسلين، محيي مراسم الأئمة الطاهرين، سر الله في الأرضين، مولانا شمس الملة والحق والدين، مد الله أطناب ظلاله بمحمد وآله في دولة رأسيه الأوتاد، ونعمة متصلة الأمداد إلى يوم التناد.

وبعد، فالمحب المشتاق، مشتاق إلى كريم لقائه غاية الاشتياق، وأن يتشرف بعد العباد بقرب التلاق.

حرم الطرف من محياك لكن

حظي القلب من حمياك ريا

ينهى إلى ذلك الجناب، لا زال مرجعا لأولى الألباب: إن شيعة خراسان صانها الله تعالى عن الحدثان، متعيشون إلى زلال وصاله، والاغتراف من بحار فضله وإفضاله. وأفاضل هذه الديار قد مزقت شملهم أيدي الأدوار، وفرقت جلهم بل كلهم صنوف صروف الليل والنهار. وقال أمير المؤمنين عليه سلام رب العالمين: «ثلمة الدين موت العلماء».

وإنا لا نجد فينا من يوثق بعلمه في فتياه، أو يهتدي الناس برشده وهداه، فيسألون الله تعالى شرف حضوره، والاستضاءة بأشعة نوره، والاقتداء بعلومه الشريفة، والاهتداء برسومه المنيفة. واليقين بكرمه العميم وفضله الجسيم أن لا يخيب رجاءهم ولا يرد دعاءهم، ويسعف مسؤولهم، وينجح مأمولهم.

إذا كان الدعاء لمحض خير

على يدي الكريم فلا يرد

امتثالا لما قال الله تعالى «والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل» .

ولا شك أن أولى الأرحام بالصلة الرحم الإسلامية الروحانية، وأخرى القرابات بالرعاية القرابة الإيمانية ثم الجسمانية، فهما عقدتان لا تحلهما الأدوار والأطوار، بل شعبتان لا يهدمهما أعصار الأعصار، ونحن نخاف غضب الله على هذه البلاد، لفقدان المرشد وعدم الإرشاد.

والمسؤول من إنعامه العام، وإكرامه التام أن يتفضل علينا، ويتوجه إلينا، متوكلا على الله القدير، غير متعلل بنوع من المعاذير، فإنا بحمد الله نعرف قدره، ونستعظم أمره، إن شاء الله تعالى

مخ ۱۶۵