316

حاشیه محیي الدین زاده په قاضي بیضاوي تفسیر باندې

حاشية محيي الدين زاده على تفسير القاضي البيضاوي

ژانرونه

العقاب السرمد أو ظلمة شديدة كأنها ظلمة متراكمة. ومفعول لا يبصرون من قبيل المطروح المتروك فكأن الفعل غير متعد، والآية مثل ضربه الله لمن آتاه ضربا من الهدى فأضاعه ولم يتوصل به إلى نعيم الأبد فبقي متحيرا متحسرا، تقريرا وتوضيحا لما تضمنته الآية الأولى ويدخل تحت عمومه هؤلاء المنافقون فإنهم أضاعوا ما نطقت به ألسنتهم من ظلمات متراكمة بعضها فوق بعض. والظاهر أن الإضافة في نحو «ظلمة الكفر» و «ظلمة الضلال» من قبيل إضافة المشبه به إلى المشبه كما في «لجين الماء» فإن أصله ماء كاللجين وهو الفضة، فإن المعصية تسود القلب وتظلمه على قدر ما فيها من المخالفة فهي سبب لظلمة القلب وظلمة يوم القيامة. وقد شبه السبب بالمسبب للدلالة على قوة السببية ولا يستلزم ذلك أن يجعل من إضافة المسبب إلى السبب بناء على علاقة السببية وأبدل قوله:

«يوم ترى المؤمنين» من «يوم القيامة» تنبيها على أن ظلمة ذلك اليوم ليست عامة لجميع أهله بل هي مختصة بمن يستحق.

قوله: (ومفعول لا يبصرون من قبيل المطروح المتروك) أي ليس من قبيل المقدر المنوي فإن الفعل المتعدي قد يكون تعلقه بالمفعول مرادا بأن لا يقصد مجرد صدوره من فاعله بل يقصد بيان صدوره منه متعلقا بمفعوله فحينئذ يكون عدم ذكر المفعول للاختصار اعتمادا على القرينة الدالة عليه، وقد ينزل منزلة اللازم بأن يكون المقصود بيان مجرد صدوره من الفاعل فلا يذكر له مفعول لا صريحا ولا مقدرا بل يقتصر على بيان مجرد صدوره، وفيما نحن فيه وإن جاز أن يكون المفعول مقدرا منويا ويكون عدم ذكره للتعميم مع الإيجاز كما في قوله سبحانه وتعالى: والله يدعوا إلى دار السلام [يونس: 25] أي يدعو كل أحد.

ويكون تقدير هذه الآية أنهم لا يبصرون شيئا ما إلا أن المصنف رحمه الله لم يلتفت إليه وجعل المقصود مجرد بيان انتفاء الإبصار عنهم كأنه قيل: ليس لهم أبصار بناء على أنه أبلغ من نفي التعليق لأن نفي أصل الفعل يستلزم نفي التعليق من غير عكس. قوله: (والآية مثل) أي نظير بمعنى إيراد نظير ضربه الله تعالى لمن آتاه ضربا أي أعطاه نوعا من الهدى كالعلم المنير لمن عمل بموجبه والقوى السليمة والأعضاء السوية والأمن والفراغ واليسار والدلائل العقلية والنقلية فأضاعه فبقي متحيرا في أمره متحسرا على فوت ذلك الهدى. وقوله: «تقريرا» مفعول له لقوله: «ضربه الله». قوله: (وتوضيحا لما تضمنته الآية الأولى) وهي قوله سبحانه وتعالى: أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين فإن مضمونها اختيارهم العمى على الهدى وبقاؤهم على عدم الاهتداء وهذ أمر عقلي ومعنى معقول فصور هذا المعنى المعقول بالتمثيل المذكور في صورة المحسوس. فمعنى التوضيح والتقرير مستفاد من تشبيه المعقول بالمحسوس وتصويره بصورة الأمر المشاهد والممثل في

مخ ۳۲۲