حاشیه محیي الدین زاده په قاضي بیضاوي تفسیر باندې
حاشية محيي الدين زاده على تفسير القاضي البيضاوي
ژانرونه
وترك في الأصل بمعنى طرح وخلى وله مفعول واحد فضمن معنى صير فجرى مجرى أفعال القلوب كقوله تعالى: وتركهم في ظلمات وقول الشاعر:
فتركته جزر السباع ينشنه
والظلمة مأخوذة من قولهم: ما ظلمك أن تفعل كذا أي ما منعك لأنها تسد البصر وتمنع الرؤية. وظلماتهم ظلمة الكفر وظلمة النفاق وظلمة يوم القيامة يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم أو ظلمة الضلال وظلمة سخط الله وظلمة مترادفين أو متداخلين أي خلاهم حال كونهم في ظلمات غير مبصرين. وحينئذ لا يظهر كون قوله: وتركهم تقريرا وتأكيدا لما قبله لأنه إنما يكون تأكيدا له إذا كان استقرارهم في الظلمات وعدم إبصارهم مسندا إليه تعالى وتخليتهم حال كونهم في تينك الحالتين على إسنادهما إليه تعالى، فلذلك لم يبق ترك على أصل معناه بل ضمنه معنى «صير» ليكون تأكيدا لقوله: ذهب الله بنورهم والبيت المذكور وهو قوله:
(فتركته جزر السباع ينشنه) ... يقصمن خمس بنانه والمعصم
وروي:
ما بين قلة رأسه والمعصم
نص في كون «ترك» فيه بمعنى «صير» معدى إلى مفعولين لأن جزر السباع معرفة لا يحتمل الحال، بخلاف ما في الآية فإنه يجوز أن يكون «ترك» فيها بمعنى «طرح» و «خلى» ويكون قوله: في ظلمات لا يبصرون حالين مترادفين أو متداخلين. وجزر السباع اللحم الذي تأكله السباع يقال: تركوهم جزرا بالتحريك إذا قتلوهم وصيروهم طعمة للسباع.
والجزر فعل بمعنى مفعول لأنه معد لأن تجزره السباع بأنيابها كما يجزر القصاب بالحديد.
والنوش مصدر ناش ينوش أي تناول. والقصم الأكل بمقدم الأسنان لا بالأضراس.
والمعصم موضع السوار من الساعد. يقول: قتلته وصيرته طعمة للسباع حتى تناولته وأكلته بمقدم أسنانها. قوله: (والظلمة مأخوذة من قولهم: ما ظلمك) أي ما منعك يعني أن الظلمة بمعنى عدم النور وانطماسه بالكلية منقول من الظلم بمعنى المنع، لأن عدم النور يسد البصر ويمنعه من النفوذ إلى المرئي. قوله: (وظلماتهم ظلمة الكفر) يعني أن الآية تستدعي أن يكون للمنافقين ظلمات متعددة مجتمعة سواء جعل ضمير «بنورهم» و «تركهم» راجعا إلى «المستوقدين» أو إلى «المنافقين». أما على الثاني فظاهر، وأما على الأول فلأنهم لما شبهوا بمن ترك في الظلمات ظلمة الليل وظلمة الغمام وظلمة تطبيقه لزم أن يكون لهم أيضا ظلمات متعددة تعددا حقيقيا أو يكون لهم ظلمة واحدة شديدة تكون لغاية شدتها وكثافتها كائنها
مخ ۳۲۱