265

حاشیه محیي الدین زاده په قاضي بیضاوي تفسیر باندې

حاشية محيي الدين زاده على تفسير القاضي البيضاوي

ژانرونه

وتشير عليه. والمراد بالأنفس ههنا ذواتهم ويحتمل حملها على أرواحهم وآرائهم.

وما يشعرون (9) لا يحسون بذلك لتمادي غفلتهم جعل لحوق وبال الخداع ورجوع ضرره إليهم في الظهور كالمحسوس الذي لا يخفى إلا على مؤف الحواس.

والشعور الإحساس ومشاعر الإنسان حواسه وأصله الشعر ومنه الشعار.

في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا المرض حقيقة فيما يعرض للبدن فيخرجه عن الاعتدال الخاص به ويوجب الخلل في أفعاله، ومجاز في الأعراض النفسانية التي تخل بكمالها كالجهل وسوء العقيدة والحسد والضغينة وحب المعاصي، لأنها مانعة من نيل الفضائل أو مؤدية إلى زوال الحياة الحقيقية الأبدية والآية الكريمة تحتملهما. فإن قلوبهم كانت متألمة تحرقا على ما فات عنهم من الرياسة وحسدا على ما يرون من ثبات أمر الرسول صلى الله عليه وسلم واستعلاء شأنه يوما فيوما، وزاد الله غمهم بما زاد في إعلاء أمره وإشادة ذكره، ونفوسهم كانت مؤوفة بالكفر وسوء الاعتقاد ومعاداة النبي صلى الله عليه وسلم ونحوها فزاد الله سبحانه وتعالى ذلك بالطبع أو بازدياد التكاليف وتكرير الوحي وتضاعف النصر، وكان إسناد الزيادة إلى الله تعالى من حيث إنه مسبب من فعله وإسنادها إلى السورة في قوله تعالى: فزادتهم رجسا [التوبة: 125] لكونها سببا. ويحتمل أن يراد بالمرض ما تداخل قلوبهم من الجبن والخور حين شاهدوا شوكة المسلمين وإمداد الله تعالى لهم بالملائكة وقذف الرعب في قلوبهم، وبزيادته تضعيفه بما زاد لرسول الله صلى الله عليه وسلم نصرة على الأعداء وتبسطا في البلاد.

ولهم عذاب أليم أي مؤلم يقال: ألم فهو أليم كوجع فهو وجيع. وصف به العذاب للمبالغة كقوله:

تحية بينهم ضرب وجيع

وأظهر بحسب المعنى. ولعل وجه كونه أنسب أن المؤامرة والمشاورة إنما تتعلق بالذوات المشيرة وتلائمها فالمناسب أن تكون ترشيحا للاستعارة. ووجه كونه أظهر بحسب المعنى أن اعتبار المشابهة بين النفس والرأي الداعي أظهر من اعتبار كون النفس سببا للرأي لأن السبب الحقيقي هو الله تعالى. قوله: (والمراد بالأنفس ههنا ذواتهم) لأنها أصل معناها ولا مقتضى للعدول عنها.

قوله: (لا يحسون بذلك) أي بكون دائرة الخداع راجعة إليهم. قوله: (لتمادي غفلتهم) أي لامتداد غفلتهم وبلوغها إلى مداها أي غايتها. والشعور العلم الحاصل بالحس ومشاعر

مخ ۲۷۱