264

حاشیه محیي الدین زاده په قاضي بیضاوي تفسیر باندې

حاشية محيي الدين زاده على تفسير القاضي البيضاوي

ژانرونه

ونصب أنفسهم بنزع الخافض. والنفس ذات الشيء وحقيقته، ثم قيل للروح لأن نفس الحي به، وللقلب لأنه محل الروح أو متعلقه، وللدم لأن قوامها به، وللماء لفرط حاجتها إليه، وللرأي في قولهم: فلان يؤامر نفسه لأنه ينبعث عنها أو يشبه ذاتا ما تأمره وهو ما لا يذكر فيه المستثنى منه، وشرطه أن يكون بعد نفي أو شبهه كالاستفهام والنهي.

قوله: (والنفس ذات الشيء وحقيقته) سواء كان جسمانيا أولا لقوله تعالى: تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك [المائدة: 116] والمتبادر من هذه العبارة أن يكون لفظ «النفس» حقيقة في الذات مجازا فيما عداه فيكون قوله: «لأن نفس الحي» به بيانا للعلاقة بينها وبين ذات الشيء، نقل أولا من ذات الشيء وأطلق على الروح سواء كان روحا حيوانيا وهو البخار المطيف، أو إنسانيا وهو النفس الناطقة بناء على أن الروح بأي معنى كانت سبب لقوام النفس بمعنى ذات الشيء الحي على طريق إطلاق اسم المسبب على السبب. ثم نقل عنه إلى القلب لأنه محل الروح الحيواني فإن القلب له تجويف في جانبه الأيسر ينجذب إليه لطيف الدم فيتحرر بحرارته فذلك البخار هو المسمى بالروح عند الأطباء، ثم إنه يسري من القلب إلى جميع البدن ولما كان القلب منبعه قال: «لأنه محل الروح». قوله: (أو متعلقه) أي أو لأن القلب متعلق الروح على أن يراد بالروح الروح الإنساني، وهو عند أكثر المتكلمين جسم لطيف ساري في البدن حال فيه، وإذا تعلق بجميع البدن تعلق الحلول يكون متعلقا بالقلب الذي هو العضو الصنوبري. والروح عند الحكماء مجرد تعلق الروح بالبدن تعلق التدبير والتصرف بواسطة تعلقه بالروح الحيواني الحال في القلب، وهو عندهم ليس بجسم ولا متعلق بالجسم تعلق الحلو فيه. قوله: (وللدم) أي ونقل لفظ النفس من ذات الشيء للدم، وقيل للدم نفس من حيث إن نفس الشيء أي ذاته تتقوم بالدم، حيث روي أن بعض الأطباء ذهبوا إلى أن الروح هو الدم. وقيل للماء أيضا نفس لأن ذات الشيء تحتاج إليه فرط احتياج قال تعالى: وجعلنا من الماء كل شيء حي [الأنبياء: 30] روي أن قيصر بعث إلى معاوية بقارورة وقال له: اجعل فيها كل شيء. فسأل ابن عباس رضي الله عنهما فقال لهم: اجعل فيها ماء. قوله: (وللرأي في قولهم فلان يؤامر نفسه) أي يشاور رأيه إذا تردد في الأمر واتجه له رأيان داعيان لا يدري على أيهما يعتمد. قوله: (لأنه ينبعث عنها) أي لأن الرأي ينبعث عن ذات فلان، وهو إشارة إلى إطلاق النفس على الرأي مجازا مرسلا من قبيل إطلاق السبب على المسبب من حيث إن الرأي يتسبب عن النفس. قوله: (أو يشبه ذاتا ما تأمره) عطف على قوله «ينبعث» فعلى هذا يكون اسم إطلاق النفس على الرأي على طريق الاستعارة المبنية على تشبيه الرأي الداعي بالذات المشير الآمر، وإطلاق اسم المشبه به على المشبه. وفي الحواشي الشريفية: كونه استعارة مبنية على المشابهة أنسب بهذا المقام

مخ ۲۷۰